* email * facebook * twitter * linkedin أكد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون أمس، بالجزائر العاصمة على وجود تطابق "تام ومطلق" في وجهات النظر بين الجزائروتونس "على كل المستويات"، من بينها القضايا الجهوية والدولية، وفي مقدمتها الملف الليبي. حيث قال إن حله يجب أن يكون ليبيا محضا،مع ضرورة إبعاد هذا البلد "عن كل ما هو أجنبي عنه ومنع تدفق السلاح"، في حين دعا الرئيس التونسي قيس سعيد إلى ضرورة استشراف "أدوات جديدة" للعمل المشترك بين الجزائر وبلاده، معربا عن يقينه بأن البلدين بإمكانهما تحقيق انطلاقة متجددة "لتحقيق آمال شعبيهما". وأبرز السيد عبد المجيد تبون في ندوة صحفية، أعقبت المحادثات التي جمعته مع نظيره التونسي قيس سعيد بمقر رئاسة الجمهورية، ضرورة أن تكون تونسوالجزائر "بداية الحل" للأزمة الليبية، من خلال عقد لقاءات مع كل الليبيين وكل القبائل الليبية، إما في تونس أو في الجزائر من أجل الانطلاق في مرحلة جديدة لبناء مؤسسات جديدة، تؤدي إلى انتخابات عامة وبناء أسس جديدة للدولة الليبية الديمقراطية، بشرط أن يُقبل هذا الاقتراح من طرف الأممالمتحدة. وأوضح رئيس الجمهورية أن اللقاء كان فرصة أيضا للتطرق إلى آخر تطورات القضية الفلسطينية، مبرزا "التطابق التام" لموقف البلدين المبني على أساس "رفض صفقة القرن والتمسك بالدولة الفلسطينية المستقلة في حدود سنة 1967 وعاصمتها القدس الشريف". وفي سياق آخر، قال السيد تبون إن "مكافحة الإرهاب ستستمر مع تفعيل كل الآليات لمحاربة الإرهاب على الحدود"، مشيرا إلى أن "أمن واستقرار تونس من أمن واستقرار الجزائر". وأضاف أن الطرفين اتفقا خلال محادثاتهما على "تنمية المناطق الحدودية والتكامل الاقتصادي بين البلدين"، معلنا في هذا الإطار عن زيارة مرتقبة له إلى تونس "ريثما يتم تعيين الحكومة التونسية الجديدة"، حيث سيكون مرفوقا ب«وفد حكومي هام وذلك بهدف التطرق لكل الملفات التي تنتظر قرارات الرئيسين". مساعدة لتونس ب 150 مليون دولار كضمان لتجاوز مرحلتها الصعبة وأكد رئيس الجمهورية استعداد الجزائر "لتقديم المساعدة التامة للشقيقة تونس التي تعيش مرحلة صعبة ماديا واقتصاديا"، كاشفا عن "اتخاذ قرار لوضع 150 مليون دولار في البنك المركزي التونسي كضمان، مع مواصلة تيسير الدفع بالنسبة للتموين بالغاز والمحروقات نظرا لصعوبات الدفع وذلك ريثما تتجاوز الشقيقة تونس هذه الصعوبات". وبعد أن جدد تهانيه للرئيس عبد المجيد تبون بمناسبة انتخابه شهر ديسمبر الماضي، استعرض الرئيس قيس سعيد آفاق التعاون الثنائي بين الجزائروتونس، حيث أوضح بهذا الخصوص "نحن شعب واحد تاريخنا واحد ومستقبلنا واحد ولا أشك لحظة واحدة بأننا سنحقق آمال وأحلام شبابنا". وأضاف بالقول "هناك تجارب تمت ولكن لم تنجح أو كان نجاحها نسبيا ولا بد من التوقف عند الأسباب التي أدت إلى ذلك"، كما عاد الرئيس التونسي للتذكير بالأواصر التاريخية التي تجمع بين الشعبين، متوقفا عند أحداث ساقية سيدي يوسف التي يحيي البلدان ذكراها سنويا في الثامن من شهر فبراير. وقال بهذا الخصوص: "سنحيي بعد أيام ذكرى ساقية سيدي يوسف ونستحضر كيف امتزجت الدماء من أجل الحرية والكرامة"، مبرزا التزام الطرفين بالسعي إلى فتح "آفاق أرحب" مستقبلا. من جهة أخرى، أبرز الرئيس التونسي توافق الرؤى لدى البلدين حول مختلف الملفات الدولية الراهنة، حيث صرح قائلا: "إنني على يقين، بعدما تفضلتم به من توضيح لكل المسائل التي تم التطرق إليها والتي كان فيها تفاهم تام، بأنه لا يمكن إلا أن يكون هناك تطابقا في وجهات النظر وفي المقاربات تجاه كل القضايا التي تم تناولها". وقد أجرى الرئيسان محادثات على انفراد لتتوسع فيما بعد إلى وفدي البلدين، تمحورت حول وسائل وسبل تعزيز التعاون بين البلدين الشقيقين، فضلا عن تطرقهما إلى الوضع الدولي والإقليمي، خاصة في ليبيا وفلسطين المحتلة. وقد شارك في هذه المحادثات، التي جرت بمقر رئاسة الجمهورية، عن الجانب الجزائري، كل من مدير ديوان رئاسة الجمهورية نورالدين عيادي والوزير المستشار للاتصال الناطق الرسمي لرئاسة الجمهورية، بلعيد محند أوسعيد وعن الجانب التونسي، أعضاء الوفد المرافق للرئيس قيس سعيد. من جهة أخرى، كان الرئيس التونسي قد ترحم بمقام الشهيد (الجزائر العاصمة)، على أرواح شهداء الثورة التحريرية المجيدة، حيث وضع إكليلا من الزهور أمام النصب التذكاري، كما وقف دقيقة صمت وقرأ فاتحة الكتاب ترحما على أرواح شهداء الثورة التحريرية. وبالمناسبة، زار الرئيس التونسي الذي كان مرفوقا بوزير الخارجية صبري بوقدوم، المتحف الوطني للمجاهد، حيث قدمت له شروحات وافية حول مختلف المحطات والمراحل التاريخية للجزائر من سنة 1830 إلى غاية 1962. وبعد التوقيع على السجل الذهبي، قدم للرئيس قيس سعيد ذرع المتحف. وقد استقبل الرئيس التونسي، قيس سعيد، أمس، بمقر إقامته بالجزائر العاصمة، رئيس مجلس الأمة بالنيابة، صالح قوجيل وكذا رئيس المجلس الشعبي الوطني، سليمان شنين. كما استقبل أيضا الوزير الأول، عبد العزيز جراد.