الرئيسان تبون وقيس سعيد في ندوة مشتركة: لا للتدخل في ليبيا.. وصفقة القرن مرفوضة الجزائروتونس بوابة الحل في ليبيا * مساعدة ب150 مليون دولار.. وتسهيلات في دفع ديون الغاز لتونس * تنمية الحدود وإحداث تكامل اقتصادي أولى الأولويات * نؤكد على دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف * سعيد: تفعيل أدوات العمل المشترك ضرورة * سعيد: تاريخنا ودماءنا التي سالت مجتمعة أقوى من مصالحنا المشتركة قال رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، خلال ندوة صحفية مشتركة مع نظيره التونسي قيس سعيد، أمس بالعاصمة، إنه حدث تطابق تام في الملفات المتطرق إليها، وأكد بشأن الأزمة الليبية أنه تم الاتفاق على ضرورة إيجاد حل ليبي-ليبي، وإبعاد كل ما هو أجنبي عن الملف، وتابع قائلا: “ستكون الجزائروتونس بداية الحل في ليبيا”، بالمقابل، كشف الرئيس تبون أنه سيزور تونس على رأس وفد وزاري هام لتعزيز مجالات التعاون الاقتصادي والتنسيق الأمني بين البلدين، معلنا تقديم مساعدة مالية للبنك المركزي التونسي تقدر ب150 مليون دولار، مع إقرار إجراءات تسهل لتونس دفع ديون استيرادها للغاز ريثما يتحسن وضعها الاقتصادي. رضا ملاح وأكد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، خلال الندوة الصحفية المشتركة التي أعقبت استقباله رئيس دولة تونس قيس سعيد في أول خرجة له منذ توليه الحكم، أن الحل للأزمة الليبية لن يكون إلا من بوابة الجزائروتونس، وقيادة حوار ليبي-ليبي من أجل تحقيق بداية جديدة تساعد أطراف النزاع في هذا البلد الجار على بناء مؤسسات تمهد لإعادة بناء دولة ليبية ديمقراطية، شرط أن يقبل ويتبنى من يسيطر على القرار من خارج ليبيا، سواء الدول الأوربية أو هيئة الأممالمتحدة بالمبادرات التي ستقترح، كما أكد تبون أن المحادثات مع نظيره التونسي في شتى المجالات خلصت لتوافق تام، وأضاف: “تطابقت مواقفنا كذلك بشأن ما يسمى بصفقة القرن، ونطالب ونؤكد على دولة فلسطينية مستقلة في إطار حدود 67 عاصمتها القدس الشريف”. كما تحدث الرئيس تبون، في ذات الندوة المنعقدة بمقر رئاسة الجمهورية، عن الملف الأمني وسبل التنسيق والتعاون أكثر بين البلدين، حيث قال في هذا السياق: “اتفقنا على التنسيق في مجال مكافحة الإرهاب، أمن واستقرار تونس من أمن الجزائر.. سنستمر في تفعيل كل الآليات التي تسمح بمحاربة الإرهاب في البلدين وعلى الحدود وكل ما يهدد وحدة أرضهما واستقرارهما”. أما فيما يخص تعزيز التعاون في المجال الاقتصادي، فقد ذكر الرئيس أنه “اتفقنا على تنمية الحدود وإحداث تكامل اقتصادي ريثما أقوم بزيارة شخصية على رأس وفد حكومي هام من أجل التطرق لتفاصيل تعزيز العلاقات بين البلدين”، وتابع في هذا الشق “نحن مستعدون لمساعدة تامة للشقيقة تونس في المرحلة الاقتصادية الصعبة التي تمر بها، وقررنا مساعدة البنك المركزي التونسي ب 150 مليون دولار”، وأكد في نفس السياق أن الجزائر ستواصل منح التسهيلات الكافية لمساعدة تونس في دفع ديونها من استيراد الغاز إلى غاية أن تتحسن أوضاعها المالية”. من جهته، قال رئيس الجمهورية التونسية إن على البلدين التعلم من التجارب السابقة التي لم تنجح أو كان نجاحها محدودا، من أجل تعزيز التعاون على جميع المستويات، وواصل قائلا: “نحن شعب واحد، تاريخنا واحد، ومستقبلنا واحد، لن أشك للحظة أننا سنحقق أحلام أجداننا وآمال شبابنا”، مشددا على ضرورة تفعيل أدوات العمل المشترك في سبيل تحقيق تعاون أعمق بكثير مما هو عليه الآن، وأكد “صحيح مصالحنا المشتركة تقتضي ذلك، لكن لا يجب أن ننسى أننا جسد واحد، لم ننسى أن دماءنا سالت مجتمعة ،وسنحيي بعد أيام فقط ذكرى ساقية سيدي يوسف”. وخلال الزيارة التي قادته للجزائر، ترحم الرئيس التونسي، فور وصوله، على أرواح شهداء الثورة التحريرية المجيدة بمقام الشهيد بالعاصمة، كما قام رفقة وزير الشؤون الخارجية صبري بوقادوم بوضع إكليل من الزهور أمام النصب التذكاري، كما وقف دقيقة صمت وقرأ فاتحة الكتاب ترحما على أرواح شهداء الثورة التحريرية، ليتجه فيما بعد نحو المتحف الوطني للمجاهد حيث قدمت له شروحات وافية حول مختلف المحطات والمراحل التاريخية للجزائر من سنة 1830 إلى غاية 1962، اختتمت بتوقيعه على السجل الذهبي، وقد قدم للرئيس قيس سعيد درع المتحف. وكان الرئيس التونسي قد حل في وقت سابق من نهار أمس بالجزائر في زيارة دولة، بدعوة من رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون الذي كان في استقباله بمطار هواري بومدين الدولي. وخلال هذه الزيارة، سيجري الرئيسان محادثات حول وسائل وسبل تعزيز التعاون بين البلدين الشقيقين، كما سيتطرقان إلى الوضع الدولي والإقليمي، وخاصة في ليبيا وفلسطين المحتلة وعن أهمية العلاقات الثنائية بين البلدين -يقول الأستاذ مصباح مناس في ميكروفون القناة الأولى: “تكمن أهمية هذه الزيارة كونها أول زيارة للرئيس التونسي خارج التراب الوطني التونسي، وهي زيارة في المحصلة لها دلالات تعبر عن عمق العلاقات الضاربة في أعماق التاريخ بين البلدين والشعبين، ثم يأتي من بعدها بالضرورة قاسم المصالح الاقتصادية البينية. ثم يضيف ذات المصدر معرجا على الملف الليبي بالقول: “لكن ثمة ما يجمع البلدين في الظروف الحالية المتمثل في الملف الليبي الذي يعد “ملفا ضاغطا” على البلدين، ويعد أحد أهم النقاط في الملف الليبي هو تبادل الآراء والتنسيق أكثر في الملفين الأمنيين، التونسيوالجزائري، على اعتبار أن أمن ليبيا من أمن الجزائر، وأمن تونس من أمن ليبيا، وهي قاعدة واحدة تهم الأطراف مجتمعة .