* email * facebook * twitter * linkedin يعمل الشاعر الجزائري طارق ثابت في مجموعته الشعرية الجديدة "الرقص فوق جفون الكلام"، الصادرة في طبعة جديدة عن وزارة الثقافة، على البحث عن أضواء مدن بعيدة تهفو نفسُه لبلوغها، وتنسم هواها الساحر. يعود تاريخ كتابة قصائد هذه المجموعة إلى الفترة الممتدة بين عامي 1999 و2015، أما مكانيا، فهي تعبر عن معاناة عاشها الشاعر عبر العديد من المدن والعواصم، أهمها باتنة، أم البواقي، الجزائر، قسنطينة، الهند، أبوظبي، طنجة (المغرب)، جزيرة الأميرات (تركيا) وواسط (العراق)، كانت مدنا تنقل بينها الشاعر وألهمته قصائده المشحونة بالغربة والأسئلة عن الزمن والأمكنة. إنها المجموعة الشعرية الثالثة في رصيد الكاتب، وقد قدم لهذه المجموعة الشاعر عز الدين المناصرة، الذي لفت إلى أن نصوص ثابت متنوعة الأجواء، لكن إيقاعاتها تتقاطع مع محيط الدائرة التي رسمها الشاعر بين المكان والزمان، وتعود إلى النواة المركزية التي يقف فيها الشاعر وتنطلق منها رؤاه، كأنها كُتبت بشهقة واحدة لم تنقطع. رأى المناصرة أن الشاعر يميل إلى لغة الفراغات، إذ "ينقطع السطر الشعري الذي يرسم الصورة ويميل إلى منفى الذاكرة، وتجره الإنسيابية الرومانتيكية الرمزية نحو قاع الروح بفعل إيقاع التراث". يقول الشاعر في مقطع من قصيدة "الرقص فوق جفون الكلام": "أجوب المدارات كي تستفيق / أجر المراكب للغارقين / يُسائلُني الماءُ / كيف الوجوه تُجمدُ؟ / أُسمعُه الرد في ساحة الفجر". للإشارة، طارق ثابت أكاديمي وناقد أيضا، من مواليد 24 أفريل 1981 بباتنة، وهو أستاذ جامعي بكلية اللغة والأدب العربي والفنون منذ 2008، حاصل على شهادة الدكتوراه في السيميائيات وتحليل الخطاب، مع التهنئة والتوصية بالطبع في 2013، وشهادة التأهيل الجامعي، تقلد عدة مهام، منها رئيس تحرير مجلة العلوم النسانية بجامعة أم البواقي، ومسؤول فريق تخصص في الأدب العربي بنفس الجامعة، ترأس اللجان العلمية لعدة ملتقيات وطنية ودولية، منها "المسرح الأمازيغي" و«بسكرة عبر التاريخ"، وحضر ملتقيات أخرى بالأردن ونيودلهي وطهران ونشرت له بعض الكتب في الجزائر وبعض الدول العربية، منها مجموعتين شعريتين؛ "إلياذة الأوراس، وإفضاءات في أذن صاحبة الجلالة"، و«مقاربة سيميائية لشخصية المدينة شعر أحمد الطيب معاش نموذجا-"