* email * facebook * twitter * linkedin دخلت أفغانستان ليلة الجمعة إلى السبت، هدنة تاريخية تدوم اسبوعا ضمن اكبر خطوة على طريق التوقيع على اتفاق نهائي لوقف القتال السبت القادم، وإنهاء حرب اهلية مدمرة عمرت لأكثر من 18 عاما. ووقع مفاوضو حركة طالبان والولاياتالمتحدة على هذه الهدنة بعد مفاوضات عسيرة احتضنت العاصمة القطرية جولاتها لإنهاء هذه الحرب بطريقة مرحلية بدأت ليلة اول امس. ورغم خرق حركة طالبان لهذا الاتفاق أمس، بمقتل عسكريين اثنين من الجيش النظامي الافغاني في محافظة بلخ في شمال البلاد، الا ان ذلك لم يؤثر على التزام كل الاطراف بعدم تضييع هذه الفرصة السانحة التي جعلت الجنرال الامريكي، سكوت ميلر، قائد القوات الامريكية والحلف الاطلسي يؤكد انه متفائل بصمود الهدنة في ظل ارادة الجميع باحترامها. واضاف القائد العسكري الامريكي، ان هذه الهدنة تبقى تجربة مفيدة على طريق اسكات لغة الرصاص في هذا البلد، ووسط التزام الطرفين الطالباني والامريكي بإقامة تنسيق مستمر من خلال شبكة اتصالات عسكرية مركزها بالعاصمة القطرية لمراقبة الوضع العسكري على الأرض، والتحرك لإنقاذه متى تم خرق اتفاق وقف إطلاق النار. وأكد الجنرال ميلر، أن الهدنة تضمنت التزاما أمريكيا بسحب جزئي لوحدات المارينز من هذا البلد في مقابل التزام حركة طالبان بعدم خرقها، وقال إن قوات بلاده أوقفت كل عملياتها العسكرية ولكنها ستبقى على استعداد للرد على أي هجوم يستهدفها. وتفاءل الأفعان خيرا بهذا الاتفاق وقد استفاقوا على وضع لم يعهدوه منذ عقدين، وجعلت سائق سيارة اجرة في العاصمة كابول يؤكد بأنه أول يوم أستطيع أن أخرج فيه دون خطر التعرض لهجوم أو انفجار قنبلة أو هجوم انتحاري. وتم الاخذ بخيار الهدنة الظرفية أو ما اصطلح عليه بتقليص أعمال العنف بهدف اختبار درجة حسن نوايا حركة طالبان المتمردة، ومدى استعدادها للالتزام ببنود هذا الاتفاق الذي ينتظر أن يوقّعه السبت القادم، بمدينة الدوحة القطرية، رئيسا الوفدين الامريكي والطالباني. واكد وزير الدفاع الافغاني اسد الله خالد، خلال ندوة صحفية أمس، أنه أعطى أوامر لوقف العمليات العسكرية لوحدات الجيش النظامي الافغاني دون ان يمنعه ذلك من التحذير من كل عمل استفزازي ضدها. ولكن حفيظ سيد هدايات، قائد إحدى الوحدات التابعة لحركة طالبان في قندهار، أكد أن تقليص الأعمال العسكرية لا يشمل سوى المدن الكبرى والطرق الرئيسية في البلاد و ان هذه العمليات قد تتواصل في المقاطعات والمدن الصغيرة. وهو ما جعل الرئيس الافغاني أشرف غاني، يحذّر بأن المحطات القادمة لمسار السلام مع حركة طالبان تبقى متوقفة بمدى تراجع أعمال العنف خلال الاسبوع الجاري، والتزامها بما تعهدت به مع الجانب الأمريكي. فهل سيصمد الاتفاق وينتهي السبت القادم، بالتوقيع على اتفاق نهائي في ظل تراكمات قرابة عقدين لأطول حرب تخوضها القوات الامريكية في الخارج منذ حرب فيتام سنة 1975؟ وهو تساؤل فرض نفسه في ظل خلافات جوهرية بين حركة طالبان والادارة الامريكية، حيث تصر الأولى على خروج كل القوات الاجنبية من البلاد بينما التزمت الثانية الصمت بخصوص هذه القضية الشائكة وأكدت فقط على سحب جزئي لوحداتها المنتشرة في هذا البلد، ضمن اتفاق مع السلطات المركزية في كابول لدعم وحدات الجيش النظامي في حماية المدن الافغانية من عمليات مقاتلي حركة طالبان أو تدريب عناصره تحسبا لأي خروج نهائي. وتحتفظ الولاياتالمتحدة في الوقت الحالي بحوالي 12 ألف عسكري في أفغانستان مهمتها المعلن عنها، تدريب عناصر الجيش الافغاني ولكنه تقوم ايضا بتمكينه من معلومات استخباراتية تخص مقاتلي حركة طالبان.