* email * facebook * twitter * linkedin أبرز العقيد المتقاعد، عبد الحميد العربي الشريف، أهمية عقد الجزائر لاجتماع مع الدول الصديقة لرسم استراتيجية جديدة وخطط لإسقاط مخططات المخزن، مع تفعيل دور الاتحاد الإفريقي الذي يعمل وفق قواعد وآليات محددة، ليكون له دور فعال ورادع إزاء التصرفات المغربية "المبيتة" والنأي بالاتحاد من تجاوزات بعض الدول الأعضاء، ومن ثمة جعله بعيدا عن الاختراقات المحتملة. وقال العربي الشريف ل"المساء" في تعليقه على الهجمات المغربية ضد الجزائر والتي جاءت على لسان وزير خارجيتها ناصر بوريطة، إثر تنديد بلادنا بتصرف بعض دول الاتحاد الإفريقي التي فتحت قنصليات بالأراضي الصحراوية المحتلة، أن "المخزن معروف بسياساته التوسعية والعدوانية وأن تاريخه يشهد بذلك، حيث يعمد على تطبيق سياسة الأمر الواقع بخصوص نزاعه مع جبهة البوليزاريو"، مشيرا إلى أن "نظام المخزن يلجأ في كل مرة إلى خلط الأوراق، من خلال محاولة إقحامه الجزائر في الصراع وتوجيه الرأي العام، من معركة تصفية استعمار وتصويره بأنه صراع مغربي جزائري". وأوضح المتحدث أن المغرب يحاول في كل مرة أن يصور نفسه بأنه ضحية عدوان جزائري على سيادة أراضيه. "وبالتالي، فإن تصريحات بوريطة ليست جديدة، لأن مواقف الجزائر تزعج دائما المخزن".ط وبخصوص لجوء دول إفريقية إلى فتح قنصليات في الأراضي الصحراوية، أكد محدثنا بأن الأمر يتعلق باعتداء سافر وسابقة خطيرة واختراق للوائح والشرعية الدولية، "مما يفترض تحرك المجموعة الإفريقية لردع محاولات المخزن المدعوم اليوم بقوة من فرنسا وأمريكا وإسرائيل، والذي يضرب عرض الحائط الشرعية الدولية". وأضاف أن تصرفات الدول الإفريقية التي فتحت قنصليات بالعيون، غير قانونية. وتعبر عن تراجع في مواقفها التي كانت أصلا متذبذبة. وعليه، فإن التحرك الدبلوماسي الجزائري في المحافل الدولية والإفريقية أصبح حسب محدثنا أكثر من ضروري، من خلال تكييف أدائها مع مستوى التحديات الراهنة وجعله أكثر شراسة في الدفاع عن المصالح العليا للوطن. وفيما يتعلق بكيفية تعامل الاتحاد الإفريقي مع هذه المستجدات، أكد المتحدث ضرورة اتخاذ إجراءات ضد الدول التي أخلت بالتزاماتها، من منطلق أن الجمهورية العربية الصحراوية تعتبر عضوا مؤسسا للاتحاد. "من حقها المرافعة داخل الاتحاد من أجل تعطيل الإجراءات غير القانونية بالاعتماد على دعم الدول الإفريقية الصديقة والفاعلة". وكان وزير الشؤون الخارجية صبري بوقدوم، قد رد على تصريحات وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة ضد الجزائر خلال الندوة الصحافية التي نشطها بمعية الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، بالقول إنها "تصريحات استعراضية وغالبا ما كانت تصل إلى حد الاستفزاز والسب والشتم". وأشار رئيس الدبلوماسية الجزائرية إلى أن الجزائر تحرص دائما على عدم صب الزيت على النار في علاقتها مع المغرب، وأنها لم تكن تأمل في أن تصدر تصريحات استفزازية من وزير الخارجية المغربي، مضيفا أن عمل الدبلوماسية الجزائرية يرتكز على بناء الجسور مع المغرب وليس تكبير الفجوة بين الأشقاء. وقد علقت الجزائر على موقف بعض الدول الإفريقية التي فتحت قنصليات لها في مدينة العيون التي تعتبرها الجزائر منطقة محتلة من قبل المغرب، بالقول إن "الجزائر كانت تأمل أن تفتح (هذه الدول) سفارات في الرباط وليس قنصليات بدون مصلحة". وكانت جبهة البوليزاريو قد اعتبرت من جهتها، افتتاح قنصليات بمدينتي الداخلة والعيون بالصحراء الغربية "دعاية مغربية ستطيل النزاع وتعرقل المسار السلمي (...) ولن تغير الوضع القانوني للصحراء الغربية"، في حين اعتبرت الجزائر ذلك إخلالا بالالتزامات المترتبة عن العقد التأسيسي للاتحاد الإفريقي وللوائح مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة بخصوص قضية تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية.