* email * facebook * twitter * linkedin تم أمس الإعلان رسميا عن ميلاد "المصنف الجزائري الأول للمهن الصناعية" المتضمن وصفا دقيقا لمهن الصناعة التقنية، كما وقعت ثلاث اتفاقيات بين مؤسسات وجامعات استجابة لتطلعات الطرفين في ربط علاقات ملموسة بينهما، ما يسمح بتطوير القطاع الصناعي ورفع نسبة الإدماج وتقليص فاتورة الاستيراد، وتم بالمناسبة الكشف عن انتاج أول رافعة جزائرية في إطار هذا النوع من الشراكة (جامعة-مؤسسة). تلك هي الأهداف التي تم التركيز عليها الأمين العام لوزارة الصناعة والمناجم، محمد بوشامة، في كلمة ألقاها خلال إشرافه على لقاء خصص لتسليم مصنف المهن الصناعية، أمس، بالجزائر العاصمة، حيث قال إن اللقاء يندرج في إطار تشجيع كل المبادرات التي تصب في تكوين وتطوير العنصر البشري بشكل مستمر. وأضاف المتحدث أن المصنف واحد من بين هذه المبادرات التي حضرها المجمع الجزائري للجامعة الصناعية، الذي أنشأته وزارة الصناعة والمناجم في 2016، "في إطار شراكة فعلية بين المجمعات الصناعية العمومية والخاصة"، موضحا أنه خطوة "تعزز وتدعم استراتيجيتنا في مجال التكوين والخبرة، ينتظر منه الكثير من الجهد لرفع مستوى الكفاءات والخبرات عند إطارات وعمال القطاع، خاصة ما تعلق منها بالجانب التقني والتسيير، لتسمح لمؤسساتنا خوض معركة المنافسة التي تواجهها بشكل قوي على المستويين الوطني والدولي". وفي هذا السياق أشار إلى السعي من خلال استراتيجية التكوين والبحث، إلى وضع "جسور حقيقية ودائمة بين العالم الصناعي وميدان التكوين والبحث العلمي، واعدا بالعمل بكل عزيمة لمواصلة وتكثيف الجهود، من خلال مبادرات ذات صلة مباشرة باحتياجات المؤسسة الجزائرية. وبخصوص المصنف، أشار السيد بوشامة إلى أنه "يعطي وصفا دقيقا ووفيا للمهن التقنية لقطاع الصناعة مما يجعل منه "مرجعا" تحت تصرف مؤسسات القطاع، تعتمد عليه في وضع برامج تكوين تستجيب لاحتياجاتها وتطلعاتها. كما أكد المسؤول أن إطلاق المصنف هو "بمثابة الإعلان عن الانطلاق الفعلي لنشاط مجمع الجامعة الصناعية"، مشيرا إلى أن الوقت قد حان للتقريب بين عالم الصناعة والجامعة "حتى لا يبقيان خطين متوازيين لا يلتقيان"، مشددا على أن الوزارة "تدعم بقوة مثل هذه النشاطات والمبادرات". مضيفا أنه "من الضروري تشجيع البحث التطبيقي والتوقف عن تهميش الباحثين مع مواصلة استيراد أي شيء، ما دام لدينا كفاءات وطنية قادرة على إنجاز أشياء كثيرة، شريطة إشراكها فيما نقوم به على مستوى مصانعنا، من أجل وقف نزيف العملة الصعبة على الأقل". بدوره، أكد الأمين العام لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي محمد الطاهر عبادلية أهمية المبادرة، معتبرا أن الوقت قد حان "لوضع سياسة وطنية للبحث موجهة وذات جدوى وفعالية في حل مشاكل المجتمع والتوسع الاقتصادي، ولا يمكن تطبيق هذه السياسة إلا بالشراكة مع العالم الاقتصادي". وأشار إلى أهمية وضع نموذج اقتصادي خاص ببلادنا، ما يتطلب "معرفة ثرواتنا ونقاط ضعفنا وقدراتنا واحتياجاتنا، وكذا ترقية الابتكار الذي يعد شرطا أساسيا لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية". مؤكدا أن كل التحديات المطروحة لا يمكن رفعها إلا باشراك البحث العلمي وبأهداف محددة على المستويات القصيرة والمتوسطة والبعيدة الأمد. رافعة مصنعة محليا وقطب تكنولوجي للحديد وعرف اللقاء التوقيع على أربع اتفاقيات، الأولى عبارة عن اتفاقية إطار بين وزارتي الصناعة والمناجم والتعليم العالي والبحث العلمي، للتعاون في مجال ترقية البحث والتطوير التكنولوجي على مستوى المؤسسات العمومية الصناعية وتثمين نتائج البحث العلمي. ووقعت الثانية بين مجمع الجامعة الصناعية والمديرية العامة للبحث العلمي وتهيئة الإقليم ومجمع "إيميتال"، في إطار مرافقة إنجاز القطب التكنولوجي للصناعة والتعدين والعدانة، وفي هذا الصدد أوضح طارق بوسلامة الرئيس المدير العام لمجمع "إيميتال"، أن الاتفاقية "سابقة" في تاريخ الصناعة الجزائرية، لما تتيحه من إمكانية لتوظيف خبرات جامعيين في مؤسسات هذا الفرع الصناعي، لا سيما عبر الابتكار. أما الاتفاقية الثالثة فقد وقعت بين "مجمع الجامعة الصناعية" و"مجمع "فيروفيال" ومؤسسة "باتيميتال" والمؤسسة الوطنية للهياكل المعدنية والنحاسية، لانجاز أول رافعة مصنعة محليا، وتخص الاتفاقية الرابعة مجمع الجامعة الصناعية ومجمع سوناطراك. اعتماد الاستنساخ لإنتاج مواد صناعية مستوردة وبالمناسبة، تحدث المدير العام للجامعة الصناعية غريب سيفي عن أهم ما تضمنه مصنف المهن الصناعية ولا سيما "مصنف النشاط الصناعي" الذي يصف ميكانيزمات الإنتاج الصناعي، و"خريطة المهن الصناعية الرئيسية والحساسة" و"دليل التشغيل" الخاص بالآلات الصناعية، إضافة إلى "برامج التكوين" المرتبطة مباشرة بالنشاط الصناعي. كما تحدث عن نشاطات أخرى قامت بها الجامعة، ومنها إنجاز أول درس رقمي بالشراكة مع مؤسسة ناشئة، وكذا وضع نموذج أولي للمكتبة الرقمية للمهن الصناعية بالتعاون مع مركب الحجار. وتقوم الهيئة حاليا، حسب المتحدث، بجمع عينات من بعض المواد المستوردة المستعملة في المجال الصناعي التي يمكن أن تنتج محليا وبأقل تكلفة بالاعتماد على طريقة "الاستنساخ"، بالتعاون مع مراكز البحث العلمي. معلنا في هذا السياق عن إعداد الجامعة لبرنامج تكويني في مجال صناعة النسيج موجه لفئة الصم البكم لإدماجها في الحياة العملية.