أكد وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، أول أمس الثلاثاء، أنه لا يوجد أي احتمال لقيام دولة فلسطينية خلال العامين المقبلين، معتبرا أن الواقع على الأرض يستبعد الوصول إلى تفاهمات تتيح قيام مثل تلك الدولة. وقد استقطبت هذه التصريحات إدانات فلسطينية عاجلة وقال ليبرمان، في مؤتمر صحفي مع وزير خارجية روسيا، سيرغي لافروف “يمكن أن نعبر عن اهتمامنا ويمكن أن نحلم، لكن في الواقع مازلنا بعيدين عن التوصل إلى تفاهمات واتفاقات لإقامة دولة فلسطينينة مستقلة بحلول عام 2012”. وكان ليبرمان يشير فيما يبدو إلى دعوة أطلقتها المجموعة الرباعية التي تتوسط للسلام في الشرق الأوسط وتضم روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي للتوصل إلى اتفاق بحلول عام 2012. ولم يتضح ما إن كان وزير الخارجية الإسرائيلي يعبر عن رأيه الشخصي أم عن سياسة الحكومة الإسرائيلية، حيث رفض المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، التعليق على تصريحات ليبرمان. وكان سلام فياض، رئيس الوزراء الفلسطيني صرح في وقت سابق بأنه بوسع الفلسطينيين أن يعلنوا قيام دولة فلسطينية من جانب واحد إذا استمر المأزق الدبلوماسي الراهن، لكن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، خفف من احتمالات حدوث ذلك. وقد استقطبت تصريحات ليبرمان إدانات فلسطينية سريعة، حيث اتهم مدير مركز الإعلام الحكومي، غسان الخطيب، ليبرمان بأنه “يتحدى المجتمع الدولي الذي اتفق على سقف العامين”، للتوصل إلى اتفاق بين الجانبين. وكان عباس أكد في مؤتمر صحفي مع لافروف في رام الله التزامه بعملية السلام وبضرورة التوصل إلى السلام بأقصى سرعة، وقال “نحن من جهتنا سنبذل كل ما نستطيع من أجل أن نصل إلى هذا الحل لأن الوقت ليس في صالح أحد”. كما اعتبر المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، سامي أبو زهري، تصريحات ليبرمان بأنها “صفعة قوية للفلسطينيين والعرب الذين يؤمنون بسراب التوصل إلى اتفاقية سلام”، وأضاف أن حماس تدعو عباس لوقف مفاوضات السلام مع إسرائيل. وكانت محادثات غير مباشرة استؤنفت بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في ماي الماضي بعد 17 شهرا من الجمود، وتم تحديد نهاية سبتمبر المقبل للانتقال إلى محادثات مباشرة اعتمادا على مدى التزام إسرائيل بتجميد الاستيطان في الضفة الغربية بما فيها القدسالشرقية. وخلال المؤتمر الصحفي دعا لافروف كافة الأطراف إلى عدم اتخاذ أية خطوات قد تؤدي إلى توتر الأجواء قبل الاتفاق على الوضع النهائي لمدينة القدس، كما دافع لافروف عن سياسة بلاده في التعامل العلني مع حركة حماس بعكس باقي أعضاء الرباعية، وقال “في كل محادثاتنا مع حماس حاولنا إقناعها بالتحول إلى المسار السياسي وتأييد المبادرة العربية”.
إعلان إسرائيل بناء 1400 وحدة استيطانية في القدس تحد لواشنطن ولعملية السلام من جهة أخرى، أكد مسؤول ملف القدس في حركة “فتح” الفلسطينية، حاتم عبد القادر، أمس الأربعاء، أن إعلان إسرائيل عن بناء 1400 وحدة استيطانية جديدة في القدسالشرقية يعتبر رسالة تحد إسرائيلية جديدة للإدارة الأمريكية وعملية السلام. وقال المسؤول الفلسطيني إن إسرائيل تتعمد الإعلان عن خطط استيطانية جديدة تزامنا مع زيارات المسؤولين الأمريكيين للمنطقة لتمرير رسالة بأنها “ماضية في تهويد القدس وفرض الأمر الواقع”. ويتزامن هذا الإجراء الجديد مع وجود المبعوث الأمريكي للسلام، جورج ميتشي، في المنطقة وقبل أسبوع من لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مع الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، في واشنطن لمتابعة المفاوضات غير المباشرة مع الفلسطينيين.