* email * facebook * twitter * linkedin أغرقت الأمطار الغزيرة التي تساقطت خلال 24 ساعة الأخيرة، العديد من أحياء مدينة سكيكدة كما هو الحال بأحياء مرج الذيب، ممرات 20 أوت 55 الإخوة ساكر، و500 مسكن، وهي الأحياء التي تعيش نفس المشاهد المؤسفة التي تعكس اللامبالاة والتراخي والتسيّب والبريكولاج التي أضحت تطبع سلوكات المسؤولين المحليين، الذين لا يستفيدون من دروس التجارب السابقة، لتبقى مدينة سكيكدة وهي من أغنى بلديات الوطن، تعلن مدينة منكوبة مع كل اضطراب جوي. كشفت الفيضانات التي اجتاحت، أمس، العديد من أحياء سكيكدة مدى سوء التسيير المحلي، كما كشفت سياسة البريكولاج التي استنفدت أموالا ضخمة في مشاريع قيل بأنّ الغرض منها حماية المدينة من الفيضانات، لكنّ قطرات من الأمطار كانت كافية لفضح تلك السياسة التي زادت من معاناة المواطنين الذين بحّت أصواتهم، وها هم يطلبون من رئيس الجمهورية التدخل وفتح تحقيق في فضائح تسيير هذه المدينة، خاصة وأن المسؤولين المحليين بسكيكدة لا يتحرّكون إلا بإيعاز، فرغم الشكاوى العديدة التي سبق وأن رفعها المواطنون لجميع الجهات من بلدية وديوان وطني للتطهير، وديوان الترقية والتسيير العقاري قصد تنقية البالوعات وإفراغ المياه الراكدة والعفنة إلاّ أنّ دار لقمان باقية على حالها. وكانت ولاية سكيكدة قد استفادت من عمليات التحسين الحضري والتكفّل بالعجز في شبكات صرف مياه الأمطار من خلال رصد غلاف مالي إجمالي قدره 6.613 ملايير د.ج، تمّ من خلاله التكفّل ب261 موقعا بين 2005 و2018، فيما بلغت المساحة الإجمالية المعنية بالتهيئة 1304 هكتارات. كما سمحت العملية بإنجاز وإصلاح وإعادة تهيئة 160 كلم من الطرق، وإنجاز 66.665.37 متر طولي من الصرف الصحي، إضافة إلى 49.809 متر طولي من شبكة المياه الصالحة للشرب، وهذا دون الحديث عن أشغال الإنارة العمومية والأرصفة. كما استفادت الولاية أيضا في إطار البرنامج القطاعي اللامركزي الخاص بالتطهير وحماية البيئة من 15 عملية بغلاف مالي إجمالي قدره 9.964 مليار د.ج، منها تمّ إعادة تأهيل شبكات التطهير المتضررة من جرّاء الفيضانات بتمالوس بغلاف مالي قدره 34 مليون د.ج، وربط المياه المستعملة بمحطة التطهير بغلاف مالي قدّر 1.480 مليار د.ج، بغض النظر عن مشاريع إنجاز شبكات مختلف القنوات على طول 35 كلم، وتهيئة 30 واديا ومجرى مائي لحماية المدن من خطر الفيضانات، وغيرها من المشاريع، ليبقى التغلّب على النقاط السوداء سواء بمدينة سكيكدة، أو بباقي البلديات بعيد المنال. ومن جهة أخرى، كشفت أحد التقارير السابقة التي أعدها المجلس الشعبي الولائي لسكيكدة، عن تسجيل 22 نقطة سوداء بكل من بلديات سكيكدة، والقل، والحروش، وعزابة، وتتمثّل أساسا في تجمع المياه جراء فيضان من الشعاب والقنوات عند تساقط الأمطار، نتيجة قدم شبكة الصرف الصحي وانسدادها بالأتربة.