* email * facebook * twitter * linkedin يشتكي سكان ولاية جيجل من غياب مادة السميد بمختلف نقاط البيع والمحلات التجارية بالولاية، حيث تتواصل أزمة ندرة السميد منذ انتشار وباء كورونا بالجزائر وحتى بولاية جيجل؛ بتسجيل العديد من المصابين بالعدوى، إلا أن الكثيرين باتوا غير مبالين بالوباء الخطير الذي يتنقل عن طريق الاحتكاك وكثرة التجمعات وانتقال العدوى من الأشخاص المصابين؛ في مشهد يوحي بغياب الوعي واستهتار الكثيرين بالفيروس؛ إذ أصبح الهم الوحيد هو الظفر بكيس سميد، الذي تحول إلى أمر في غاية الصعوبة بغض النظر عن الخطر الكبير الذي يحدق بهم عن طريق الدخول في طوابير طويلة وتجمعات واحتكاك بسبب التزاحم. هي المشاهد التي سُجلت بالبلديات الكبرى كجيجل والطاهير والميلية، أو عبر قرى مشاتي البلديات النائية؛ إذ عادة ما تتحول نقاط البيع إلى حلبة صراع يتناطح فيها الكبير والصغير من أجل الحصول على السميد والعودة ولو بكيس واحد إلى منازلهم، متناسين أن ما تعيشه الجزائر هي أزمة صحية بسبب كوفيد 19 وليست أزمة غذاء. ولعل ما زاد من غضب واستياء المواطنين، حسب تصريح بعضهم ل "المساء"، لجوء بعض الخبازين إلى إغلاق محلاتهم بسبب الخوف من انتقال عدوى كورونا إليهم؛ ما جعلهم يعيشون في دوامة مع رحلة البحث عن الخبز؛ لأن الكثير منهم في حديثهم أكدوا أن مادة السميد نفدت من منازلهم ، ولم يتوقعوا بأن تصل بهم الأيام إلى أزمة السميد وندرتها من المحلات، خاصة أن هذه المادة حيوية عند العائلات الجيجلية. ورغم شروع بعض البلديات في تزويد السكان بمادة السميد إلا أن المشكل مازال قائما انطلاقا من بعض المطاحن، وفي مقدمتها مطاحن "سنابل السلام" الوحيدة بولاية جيجل، إلا أن ذلك لم يُجد نفعا، بسبب التوزيع غير العادل في منح أكياس السميد للعائلات. وحسب تصريح البعض ل "المساء"، فهناك مواطنون يتلهفون لشراء عدة أكياس بدون التفكير في الآخرين خاصة اليتامى والفقراء. وتباع من طرف بعض التجار، عن طريق المفاضلة والتمييز بين الغني والفقير، مطالبين السلطات بتنظيم عملية التوزيع؛ كي يأخذ كل مواطن نصيبه من هذه المادة نظرا للطلب المتزايد عليها. السلطات الولائية تتدخل من جهته، أرجع الوالي عبد القادر كلكال الخلل في التذبذب المسجل في مجال التزويد بمادة السميد، إلى وجود مطحنة وحيدة، مستغربا غياب استثمارات في هذا المجال بولاية جيجل. كما كشف عن تنصيب لجان أحياء للقضاء على المشكل، وتوقيف نقاط البيع بالجملة لتفادي البيع الفوضوي، الذي نجم عنه احتكاك المواطنين جراء الطوابير الطويلة من أجل اقتناء السميد؛ ما سيضاعف عدد المصابين، موضحا في السياق، أن هناك إحصاء للعائلات المعوزة لمنحها هذه المادة والمواد الغذائية الأخرى واسعة الاستهلاك، والتي تشرف على توزيعها لجان الأحياء، مشيرا إلى اتخاذ احتياطات عاجلة للقضاء على المشكل. مديرية التجارة تبرر الندرة من جهته، أكد عبد الحكيم زيون رئيس مكتب مراقبة الممارسات التجارية بمديرية التجارة ل "المساء، أن سبب التذبذب في التزويد بمادة السميد بولاية جيجل، راجع لقلة الكميات الموجودة بنقاط البيع؛ نتيجة عدم التوازن في السوق بين العرض والطلب بالنظر إلى الطلب الكبير على هذه المادة الأساسية من طرف الأسر الجيجلية؛ ما خلق نوعا من الندرة، بالإضافة إلى وجود مطحنة وحيدة بالولاية، هي "مطاحن سنابل السلام" ببلدية أولاد يحيى خدروش، والكمية التي تنتجها هذه المطحنة لا تلبي حاجيات المواطنين من هذه المادة؛ إذ لا تتعدى طاقتها الإنتاجية 250 قنطارا في اليوم، وبالتالي لا يمكنها تلبية الطلب المتزايد؛ ما دفع بمديرية التجارة إلى التنسيق مع "مطاحن فرجيوة"، لضمان تزويد مختلف البلديات بهذه المادة الحيوية، مشيرا في السياق، إلى أن مديرية التجارة لولاية جيجل وضعت برنامجا خاصا لمعالجة النقص وتموين المواطنين عبر البلديات بمادة السميد بالتنسيق مع مطاحن بني هارون ببلدية فرجيوة بولاية ميلة، لتموين بلديتين كل يوم بما يعادل 50 قنطارا لكل بلدية، حسب قدرة المطحنة إلى غاية تموين كل البلديات 28. كما يتم تموين هذه البلديات من مطحنة "سنابل السلام"؛ حيث انطلقت عملية تموين البلديات بهذه المادة منذ الأيام الماضية، على غرار بلديات إيراقن سويسي والعنصر والجمعة بني حبيبي وأولاد يحيى خدروش وبوراوي بلهادف وسلمى بن زيادة، لتتواصل العملية خلال هذه الأيام للتخفيف من مشكل تذبذب تزويد العائلات بالسميد خاصة البلديات النائية ومناطق الظل. ولتنظيم عملية بيع السميد ومحاربة المضاربين عبر نقاط البيع الموجودة بالولاية من تجار الجملة والتجزئة، اتخذت المصالح إجراءات لفائدة التجار الذين يقومون بجلب السميد من خارج إقليم الولاية، حيث عليهم التقدم بطلب من المديرية لمنحهم رخصة المرور عبر البلديات والولايات، وذلك لاستظهارها أمام الحواجز الأمنية التي تقوم بالمراقبة اليومية للمواد الغذائية لتنظيم العملية ومحاربة المضاربين.