* email * facebook * twitter * linkedin يقوم العديد من الأطباء، منذ أواخر مارس الفارط، بمبادرة تستحق التشجيع والثناء، حيث تكون العشرات منه، لتقديم نصائح واستشارات طبية بالمجان للمواطنين على اختلاف أعمارهم، تشكلوا في مجموعات على صفحات الفيسبوك ومنصات أخرى، ونشروا أرقامهم الهاتفية، فاتحين قلوبهم لجموع السائلين الذين تدفقوا عليهم بمكالمات كثيفة، حتى في أوقات متأخرة من الليل، يطلبون نصائح حول وضعياتهم الصحية، في هذا الظرف الوبائي المعقد الذي زاد من مخاوف الناس. ذكرت الدكتورة أمينة طيبي المختصة في الجراحة ل"المساء"، أنها وجدت إعلانا في الأنترنت منشورا على منصة "يسير"، يطلب من الأطباء تسجيل أنفسهم وخطوطهم الهاتفية، والقبول باستقبال مكالمات من طرف المواطنين الذين يحتاجون إلى استشارات طبية، خاصة بعد انتشار وباء "كورونا"، وبلوغ الجزائر المرحلة الثالثة التي تنبئ بالخطر، مما يستدعي تجند الجميع من أجل محاصرة الوباء، خاصة من خلال توعية الناس بالسلامات الصحية الواجب اتخاذها، في مثل هذه الظروف الصعبة. أفادت الدكتورة التي تعمل بعيادة خاصة بحي سعيد حمدين، قائلة ل"المساء"، إنني "كطبيبة، وجدت أنه من واجبي الإسهام في مساعدة المواطنين وتوجيههم، في ظل هذه الجائحة، كي يتفادوا انتشار الوباء، وظل هاتفي منذ نهاية مارس، يرن بشكل دائم، سواء من طرف المصابين بأمراض مزمنة، أو الخائفين الذين أصيبوا بالوسواس، مضيفة أنها قدمت العديد من النصائح للذين وجدوا أنفسهم يحملون الفيروس، حيث تم توجيههم للمصحات، والاتصال بالحماية المدنية والرقم الأخضر 3030، مضيفة أن العديد من المواطنين الذين أصيبوا بفوبيا الإصابة، تم إرشادهم إلى التحلي بالقواعد الصحية، وعدم ترك الخوف والتوتر يسيطران عليهم، مما يضعف مناعة الجسم لديهم". أما الدكتورة أسماء عبد الملك، أخصائية في الجراحة العامة، العاملة بالقطاع العمومي، بمدينة الإدريسية، بولاية الجلفة، فذكرت ل"المساء"، أنها سجلت اسمها ورقم هاتفها بمنصة "يسير"، وقررت المشاركة في هذه المبادرة من طرف المهنيين، الذين يساعدون إخوانهم ووطنهم، بما يملكونه من خدمات، لمؤازرة إخوانهم في "الجيش الأبيض"، لمحاصرة الوباء. مشيرة إلى أنها ظلت تتلقى المئات من المكالمات الهاتفية، من طرف مواطنين ظهرت عليهم أعراض مشبوهة، وآخرين سيطر عليهم الخوف، حيث ساهمتُ - تقول محدثتنا- في نصح العديد من المواطنين "ولا أزال، أقدم إرشادات صحية، خاصة ما يتعلق بالسلوكات الصحيحة، الواجب اتخاذها في مثل هذه الظروف، لاسيما بالتزام الحجر المنزلي، واحترام التباعد الاجتماعي، وعدم الاحتكاك المخالطة، وغيرها"، معتذرة للمواطنين على إقفال خطها الهاتفية ليلا، لأن العديد من المتصلين صاروا محل إزعاج. كما صرحت الدكتورة مونة بوعشة، الأخصائية في أمراض الحساسية وعلم المناعة، والتي تعمل في عيادة خاصة بالسويدانية، غرب العاصمة، أنها وجدت إعلانا في الفيسبوك نشره مجموعة من الأطباء، الذين أبدوا استعدادهم لمساعدة المواطنين مجانا في تقديم استشارات طبية على الهاتف، فانضمت منذ العشرين مارس الفارط، وظلت إلى غاية اليوم تجيب على أسئِلة المواطنين، وأن عدد المكالمات كانت في البداية كثيفا، لكن ذلك قل، كون أغلبية المواطنين تساهلوا مع الوباء، واستمروا في الخروج لغير الضرورة، وعدم ارتداء الكمامات، وهذا خطر داهم، ينبئ بأن الوباء لن يتم محاصرته بسهولة، وتبقى احتمالات الإصابة واردة بشكل كبير.