* email * facebook * twitter * linkedin أكد مختصون على أهمية تحلي المواطنين بالانضباط وتقيدهم بإجراءات الوقاية كخطوة حاسمة لدعم جهود مكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) في الفترة القادمة، مع ضرورة اتخاذ إجراءات تنظيمية على مستوى المؤسسات التي يتفاعل معها المواطن، وذلك عقب تخفيف إجراءات الحجر على مستوى الوطن. وأوضح أستاذ علم الاجتماع السياسي، نور الدين بكيس، أن "المواطن الجزائري مطالب بتغيير عاداته تحفظيا وضبط علاقاته الاجتماعية في محاولة للتعايش مع فيروس كورونا (كوفيد-19) وهذا ما يسمى بمناعة القطيع، وذلك بالنظر إلى صعوبة محاصرة الوباء ومنع انتشاره"، مشيرا إلى أهمية "تحلي المواطنين بالانضباط وتقيدهم بإجراءات الوقاية كخطوة حاسمة للحد من انتشار الفيروس مع ضرورة اتخاذ إجراءات تنظيمية على مستوى المؤسسات التي يتفاعل معها المواطن". ولفت الأستاذ بكيس إلى أن "تعاطي المواطنين مع الحجر المنزلي طيلة الفترة الماضية انقسم إلى فئتين، فئة تعاملت معه بجدية مدركة طبيعة المخاطر وساعدها على ذلك امتلاكها إمكانيات كافية، وفئة ثانية ليس بالضرورة غير مبالية ولكن لم تملك القدرة على الالتزام بالحجر لأسباب مادية أو اجتماعية".وأكد المختص في علم الاجتماع السياسي "ضرورة إعادة ترتيب الجانب التنظيمي لمؤسسات الدولة باتخاذ إجراءات تنظيمية على مستوى المؤسسات التي يتفاعل معها المواطن تهدف إلى تشجيعه على الالتزام بشروط الوقاية إلى جانب اعتماد خطاب التوعية بأهمية التباعد الاجتماعي وعدم التصافح وغيرها من العادات التي تسود المجتمع الجزائري عبر وسائل الإعلام". وبخصوص تعليمات رفع الحجر تدريجيا، قال الأستاذ بكيس إن "الخطر لا يزال موجودا غير أن الضغط على المواطن وتوعيته بضرورة الأخذ بأسباب الوقاية يمكن له أن يسهل إعادة بعث بعض المجالات الهامة كالتمدرس خصوصا بالنسبة للأقسام النهائية، في حين يمكن تأجيل نشاطات أخرى تقل أهمية كالمقابلات الرياضية بشكل ظرفي إلى غاية زوال الجائحة". من جهتها، أكدت أستاذة علم النفس الاجتماعي، فريدة قماز أن "المواطن هو العامل الأساسي والوحيد الذي بيده أن يتحكم في منع انتشار فيروس كورونا (كوفيد-19)، وذلك من خلال الالتزام بمعايير الوقاية" داعية إلى "اتخاذ الشعب الصيني كمثال في الانضباط والالتزام بتعليمات حكومته مما ساهم في تراجع نسبة انتشار الوباء" في هذا البلد. كما شددت على "ضرورة إكساب المواطن المهارات اللازمة للوقاية والتي يمكن استخدامها في سائر الأيام وليس فقط لمواجهة الفيروس. "وهنا يكمن -حسبها- دور الإعلام الذي يستهدف جميع شرائح المجتمع وكذا الوسائط الاجتماعية كوسائل التواصل الاجتماعي التي يمكن استغلالها إيجابيا في توعية المواطنين بالخطر، وحثهم على التحلي بالمسؤولية الفردية التي تعد النقطة الأساسية لحماية المجتمع من جميع الأخطار". واعتبرت الأستاذة قماز أن "الإحصائيات الخاصة بالإصابات والوفيات خلال الفترة القادمة، هي التي ستحدد مدى التزام المواطنين بشروط الوقاية التي حثت عليها الحكومة خلال رفع الحجر الشامل على ولاية البليدة وتعديل الحجز الجزئي على باقي الولايات"، داعية الجميع اللي "الانضباط لتفادي موجة جديدة من الوباء قد تؤدي بنا إلى ما لا يحمد عقباه".