الثقة بالنفس مهارة يجب أن نرسخها لمواجهة تحديات الحياة.. وهذه الثقة ينبغي أن تكون في محلها الصحيح من خلال التواصل مع الذات الحقيقية، غير أن الذات الحقيقية تختفي داخل طبقات من الذات المزيفة.. ولأن الأمر كذلك فإنه مهما كانت أفعالنا سيئة، هناك بالداخل محرك قوي بحاجة إلى من يحركه لنزع تلك الطبقات والوصول إلى الذات الحقيقية. كان هذا أهم ما أكده السيد أحمد بوعبد الله أستاذ التنمية البشرية خلال ورشة تكوينية بالمركز الثقافي عيسى مسعودي بحسين داي، ليبرز أن الوصول إلى الذات الحقيقية مرتبط بتغيير النفس.. وقبل ذلك لابد من توفر إدارة التغيير للتحرر من الذات الزائفة، ذلك لأن أبشع سجن هو سجن المعتقدات الخاطئة والماضي.. لكن كيف يمكن اكتساب الثقة بالنفس؟ إن الثقة بالنفس ترتكز على عنصرين هما: احترام النفس، وهو ما يتحقق من خلال عدم احتقار الذات، وكذا الاعتماد على الذات، فبدون هذين العنصرين يصبح الشخص فريسة سهلة للاكتئاب. ومن مكونات الثقة بالنفس - يقول أستاذ التنمية البشرية - الوعي بما يدور في العالمين الداخلي والخارجي، حيث أن الطريق نحو الثقة بالنفس يبدأ بجلسات مع الذات يتسع معها الإدراك. وبالموازاة مع ذلك لابد من قبول الذات، مما يعني أنه يتعين على كل فرد أن يتقبل نفسه كما هي (الصفات العقلية، الجسمية، المستوى الاجتماعي.. وما إلى ذلك) إلى حين التمكن من تغييرها. ومن مكونات الثقة بالنفس أيضا تحمل المسؤولية أو مسؤولية السعادة والوصول إلى الأهداف المسطرة. وكذا ممارسة التوكيد الذاتي لتوكيد الأشياء الإيجابية من خلال جلسات مع الذات بغية الوصول إلى اليقين، الأمر الذي يقتضي التحدث مع النفس بطريقة إيجابية إلى حد أن يشعر الفرد بأنه قادر على الوصول إلى أهدافه، انطلاقا من حقيقة أن ما يتدرب عليه الفرد يصبح جزءا من شخصيته، وأن معاناة بعض الناس مصدرها كبت الأحلام والافتقار إلى هدف محدد. وبناء على هذا الواقع يلجأ البعض إلى الإسقاطات والتبريرات لتبرير فشلهم، ما يجعلهم خبراء في اللوم عندما يفشلون! ويوضح نفس المصدر أنه يمكن للمرء أن يصل إلى كينونته الجوهرية في لحظة صفاء، استرخاء وسلام داخلي، وللوصول إلى هذا الأخير لابد من الإنصات إلى فكرة مفادها: "لا تكتئب جراء الحالة التي توجد عليها مهما كانت سلبية، فالإيجابي موجود في أعماقك، وما الحالات الخارجية سوى أقنعة زائفة.. وتذكر جيدا أن الفشل زكاة النجاح! ". إن الشخصية الحقيقية - يشرح الأستاذ أحمد بوعبد الله - هي ما يقبع بداخلك. ولهذا لابد من التواصل مع الذات الداخلية أو القوة الكامنة بالداخل.. أما الانطلاقة تكون بتقبل الذات، باعتبار أن كل شخص يعكس نسيجا خاصا. ومنه الشروع في المواضبة على تمرينات الثقة بالنفس لتصبح شخصا أكثر حيوية. وتذكر جيدا أن خسارة الثقة بالنفس مرادف لضعف الشخصية، تفويت الفرص الحياتية، عدم التواصل، إدمان الكسل، الوقوع تحت طائلة الندم، الشعور بالعزلة، عدم التطور. وبالتالي الوقوع في وضع نفسي كارثي يؤدي إلى حالة الاكتئاب الشديد.