من المنتظر أن يصل رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة ولاية سيدي بلعباس غدا في زيارة عمل وتفقد لمختلف المشاريع ذات الطابع الاجتماعي، الثقافي والتربوي، وتعرف عاصمة الولاية التي يزورها الرئيس للمرة الثانية حركية غير معهودة لأزيد من أسبوع، ميزتها حالة التحضير والترقب، وبدت سيدي بلعباس في حلة جديدة، حيث ازدانت شوارع المدينة بالأعلام الوطنية ولافتات الترحيب والصور العملاقة للرئيس. وفي حديثنا إلى بعض مواطني سيدي بلعباس، فإن زيارة الرئيس ستكون فأل خير عليهم، لأنها لا تخلو من تدشين المشاريع التنموية الهامة، ووضع حجر الأساس لأخرى، وقد شهدت الولاية في العشرية الأخيرة قفزة نوعية من حيث المشاريع التنموية، خاصة في مجال السكن والفلاحة، وأشار بعض المواطنين إلى أن استباب الأمن وعودة السكينة هو الفيصل بين سنوات الدمار وسنوات الإعمار. وقد عانت ولاية سيدي بلعباس من جحيم الإرهاب لسنوات، ودفعت ثمنا غاليا حيث مست أيدي التخريب المصانع ومختلف المنشآت وأرزاق السكان بالقرى والمداشر، مما جعل الفلاحين يتخلون -مرغمين- عن مزارعهم وينزحون نحو المدن والتجمعات السكانية، وفي هذا السياق ذكر أحد الشباب أن حركة التنقل خلال التسعينيات كانت تجاه بعض المناطق "ضربا من المغامرة وعنوانا للموت"، لكن اليوم نحن في أمان الله ،،، فالمواطنون اليوم يتنقلون بين المدن والولايات آمنين بل انهم صاروا حتى يمارسون مهنة الصيد في غابات كثيرة تنيرة، زفلة وموكسي قال محدثنا، مضيفا ان التوسع العمراني المشهود وزيادة المرافق الضرورية بالمدن والأرياف ترك بصمات على المشاريع التنموية التي أطلقها رئيس الجمهورية خلال الخماسيتين ومشروع المدينة الجيدة بحي سي الجيلالي. ويعترف من حاورناهم بمدينة سيدي بلعباس ان سنوات التنمية المحلية خلال العشرية الأخيرة محت آثار التأخر الحاصل في مختلف القطاعات، خاصة قطاع الفلاحة والشغل والتعليم والصحة، وهي إجمالا أهم انشغالات الأغلبية الساحقة لمواطني الولاية، وفي هذا السياق تذكر المعلومات ان أغلب المزارعين عادوا الى خدمة اراضيهم، خاصة عند استفادتهم من آلاف المساكن الريفية ومساعدات الترميم والبناء الذاتي. للإشارة فإن ولاية سيدي بلعباس التي تضم 52 بلدية موزعة على 15 دائرة، تبعد عن مدينة وهران بحوالي 100 كم، عن مدينة الجزائر العاصمة بحوالي 400 كم، وتتصل بهما وبغيرهما من المدن بطرق مواصلات برية وحديدية ممتدة، وتقع الولاية أسفل المنحدرات الشمالية لجبال أطلس الغربية في السهول الزراعية والواسعة الخصبة الموازية لساحل البحر الأبيض المتوسط حيث تتوزع الباستين، والكروم والزيتون والفاكهة ومحاصيل زراعية أخرى بحقول مد البصر. ويذكر التاريخ أن المنطقة عاشت عصور ازدهار واسعة إبان فترات العصور الوسطى، وخاصة إبان حكم دولتي المرابطين والموحدين، ثم احتلتها فرنسا في القرن التاسع عشر الميلادي ويبلغ عدد سكان المدينة حوالي 200 ألف نسمة.