استحسن عشاق الفن السابع بولاية سطيف العرض المسرحي الذي قدمته فرقة لنساء ورجال المديرية العامة للحماية المدنية بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للحماية المدنية، حيث قدموا مسرحية بعنوان "132 سنة" للكاتب المسرحي الجزائري الراحل ولد عبد الرحمان كاكي والتي حظيت بنفس الإعجاب الذي نالته عندما عرضت لأول مرة سنة 1963 مدشنة بذلك البداية الناجحة للمسرح الجزائري. وقد أبرزت فرقة الحماية المدنية قوة النص الأصلي من خلال تقديم عرض فني رائع نال إعجاب الجمهور الذي صفق له طويلا، مذكرا بتلك اللحظات الخالدة والجميلة التي عاشها المسرح الجزائري في مسيرته الطويلة، وتابع هواة الفن الرابع الذين تنقلوا بأعداد كبيرة إلى قاعة دار الثقافة بولاية سطيف عرضا جميلا أدخلت عليه بعض التعديلات في التلحين الإيقاعي والمشاهد مع إدخال صور وإيقاعات موسيقية ورقصات تبرز مدى تنوع الألوان الثقافية للمجتمع الجزائري. وتعد مسرحية "132 سنة'' لوحة تاريخية كاملة أنجزت مباشرة بعد استرجاع السيادة الوطنية وتروي أهم الأحداث التاريخية التي عاشها الشعب الجزائري خلال فترة الاستعمار. وخلد ولد عبد الرحمن كاكي من خلال هذه المسرحية خمسة أحداث هامة من تاريخ الشعب الجزائري في صراعه مع الاستعمار من أجل الاستقلال. ويتعلق الأمر ب "ثورة الأمير عبد القادر"، "المقاومة الشعبية"، "التجنيد الإجباري لأبناء الجزائر في صفوف قوات الاحتلال خلال الحرب العالمية الأولى"، "أحداث 8 ماي" و"مفاوضات ايفيان". وقد أبدع أعوان الحماية المدنية في الأداء وعرفوا كيف يجعلوا الجمهور يتجاوب معهم. كما رحب الحضور بهذه المبادرة المتمثلة في عرض مسرحية تاريخية في قالب هزلي نوعا ما سمح بالتعريف بمختلف المحطات التاريخية من خلال التوقف عند بعض التواريخ الهامة ابتداء من حادثة المروحة إلى غاية الاستقلال، وهي فرصة مكنت الجمهور السطايفي وخاصة الشباب من الترفيه عن نفسه واكتساب نظرة جديدة عن الحماية المدنية تعلقت بحب الوطن وحماية السيادة الوطنية وليس فقط الإنقاذ والإسعاف والتدخل أثناء الكوارث الطبيعية، كما سمحت بغرس الوعي في نفوس الحضور وخاصة الشباب من خلال معايشتهم لمدة ساعة ونصف أحداث تاريخ الجزائر إبان الاحتلال الفرنسي وتعريفهم بمعاناة أجدادهم طيلة 132 سنة من الاستعمار. وللتذكير، فإن أول عرض لمسرحية "132 سنة'' قدم عام 1963 بمستغانم بحضور شخصيات بارزة لتلك الفترة كان من بينها الشخصية الثورية المعروفة إيرنيستو شي غيفارة الذي قام بزيارة تاريخية للجزائر المستقلة.