أكد السيد نور الدين موسى وزير السكن والعمران أمس أن قطاعه يرتقب استلام 275 ألف وحدة سكنية خلال العام الجاري وذلك ضمن البرنامج الخماسي لإنجاز مليون وحدة سكنية الذي رصدت له الدولة 20 مليار دولار وسمح حسبه باستحداث نحو 1,5 مليون منصب شغل. وأشار الوزير على هامش إشرافه على افتتاح الصالون الدولي للبناء ومواد البناء والأشغال العمومية "باتيماتيك" بقصر المعارض الصنوبر البحري، إلى أن عدد المؤسسات العاملة بالقطاع ارتفع خلال الخماسي الأخير من 22 ألف مؤسسة في سنة 2004، إلى 27268 مؤسسة حاليا، بالإضافة إلى مؤسسات القطاعات الشريكة المساهمة في مشاريع قطاع السكن كمؤسسات الأشغال العمومية والري، والتي يفوق عددها 15 ألف مؤسسة. وفيما أوضح بأن الحصيلة الجديدة لإنجازات القطاع المتصلة بالبرنامج الخماسي سيتم تقديمها مع نهاية شهر مارس الجاري، ذكر السيد موسى بأن القطاع أنجز من جانفي 2004 إلى نهاية ديسمبر 2008، أكثر من 827 ألف وحدة سكنية، مع تحقيق تحسن في الوتيرة السنوية من عام إلى آخر بفضل إدخال أساليب حديثة في البناء وفي التصميم والهندسة، مشيرا إلى أن عام 2008 عرف لوحده إنجاز 220 ألف وحدة سكنية، وهو عدد هائل بالنظر إلى الحصائل السنوية المحققة في السنوات الماضية، ويبرز حسبه أهمية تنظيم اللقاءات والتظاهرات الاقتصادية على غرار صالون "باتيماتيك" الذي يسجل تزايدا في عدد المؤسسات المشاركة من طبعة إلى أخرى. واستشهد الوزير في هذا الإطار بانتقال عدد المؤسسات الأجنبية المشاركة في هذا الصالون الدولي من 15 مؤسسة خلال الطبعة الأولى في 1997، إلى أكثر من 280 مؤسسة أجنبية مشاركة في هذه الطبعة ال(12) التي انطلقت فعالياتها يوم أمس، وتدوم إلى غاية 17 مارس الجاري. وقد زار الوزير الذي كان مرفوقا خلال تدشينه للصالون بكل من وزير المجاهدين السيد محمد شريف عباس ووزير المؤسسات والصناعات الصغيرة والمتوسطة السيد مصطفى بن بادة ووزير التكوين والتعليم المهنيين السيد الهادي خالدي، العديد من أجنحة العرض الخاصة بالمؤسسة الوطنية حيث اطلع على آخر الإنجازات والابتكارات المحققة من قبل هذه المؤسسات ولا سيما تلك التي تعمل بالشراكة مع نظيراتها الأجنبية. وتعرف هذه التظاهرة الدولية المنظمة تحت شعار "بعد المليون سكن، التوجه نحو استكشافات جديدة "، مشاركة 700 مؤسسة وطنية وأجنبية، منها مكاتب دراسات وهيئات الرقابة التقنية ومعاهد البحث المتخصصة ومؤسسات البناء وشركات إنتاج مواد البناء. وثمن وزير السكن والعمران هذا التنوع في طبيعة المؤسسات المشاركة في التظاهرة، مشيرا إلى أن ذلك يسمح بالتقريب بين المتعاملين والحرفيين من مختلف الاختصاصات، ويساعد على خلق مشاريع مشتركة، متكاملة ومتجانسة ويخدم الغاية النبيلة التي يتطلع إليها قطاع السكن في الجزائر والمتمثلة في "التحديث والعصرنة". وبخصوص عملية إعادة تنظيم وهيكلة مؤسسات ترقية السكن العائلي، جدد الوزير التأكيد على أن هذه العملية الجارية الآن والتي ستنتهي مع نهاية شهر مارس الجاري لن ترهن مصير العمال، مشيرا فيما يتعلق ببرنامج التحسين الحضري إلى أن هذا الأخير الذي بدأ بعملية واسعة لتشخيص وضعية البنايات بكل من العاصمة ووهران وعنابة وعدد من المدن الجزائرية الكبرى، سيمر عما قريب إلى عملية ترميم البنايات ووضع بطاقية خاصة بكل بناية. وذكر في نفس الصدد بأن الدولة خصصت للبرنامج الخماسي الذي يشرف عليه قطاع السكن والعمران، 1000 مليار دينار و300 مليار دينار الإضافية الموجهة لعمليات التحسين الحضري، وهو ما يوصل المبلغ الإجمالي المخصص لبرنامج القطاع إلى 20 مليار دولار. للإشارة فقد برمجت إدارة تنظيم صالون "باتيماتيك" عدة لقاءات وندوات وملتقيات موضوعاتية على هامش التظاهرة، تشمل الندوة المقرر تنظيمها اليوم حول حصيلة إنجازات القطاع وندوات أخرى متخصصة تتطرق إلى "تطور استعمال الخرسانة الجاهزة في أشغال البناء بالجزائر، وأبعاده الأمنية والاقتصادية"، فضلا عن ملتقى حول "اقتصاد الطاقة في قطاع البناء"، ولقاء متخصص حول تطور مهنة الهندسة المعمارية واستخدام التكنولوجيات الحديثة في قطاع البناء.