أكّد الوزير الأول عبد العزيز جراد، أمس، بقصر الثقافة "مفدي زكريا" أنّ مفهوم الثقافة يتجاوز الترف والتسلية فهو جزء من مسار الإصلاح الاقتصادي، بل يعتبر مصدرا للثروة خاصة وأنّ الجزائر لها مكانة هائلة مدعومة بتراث مادي وغير مادي كبير، قائلا "عازمون على الاستفادة من كنوز الفن والثقافة والسهر على تحويله إلى قطاع مساهم في الإنعاش الاقتصادي". الوزير الأوّل، دعا في كلمته بمناسبة تكريم سبعة أسماء فنية وثقافية في خطوة لإعادة الاعتبار لرموز الفن والثقافة الجزائريين، وإشارة قوية من الدولة إلى المكانة التي تحظى بها الثقافة في الجزائر الجديدة، إلى نقل صورة الجمال والإبداع الجزائري والترويج له لتحقيق الوثبة الثقافية المرجوة. السيد جراد، أشار أيضا إلى أنّ التوجه الثقافي الجديد يأخذ بعين الاعتبار أهل الثقافة، وقال "لذا سندافع لتكون للمثقف المكانة المرموقة والبارزة في مسار التغيير المنشود في أقرب الآجال، مواصلة للخيار الرئاسي لانتقاء نموذج ثقافي أصيل". الحفل الذي احتضنه قصر الثقافة "مفدي زكريا" ضمن الأيام الوطنية للباس الجزائري" الموسومة ب"لباسي ذاكرتي وثقافتي"، في إطار شهر التراث غير المادي، عرف تكريم كل من الفنّانة القديرة نادية طالبي، وكذا الفنّانين سيد احمد أقومي وإدريس شقروني، وكذا المطربة مريم وفا، والباحث في التراث سيد احمد كرازبي، وعميد التشكيليين الجزائريين بشير يلس، والروائي الحائز على "البوكر" العربية عبدالوهاب عيساوي. وقبل ذلك زار السيد جراد، مختلف أجنحة المعرض المصاحب للأيام الوطنية للباس الجزائري التي تتواصل إلى غاية الأسبوع الأول من سبتمبر القادم، وتسعى إلى المحافظة على التراث غير المادي في الجزائر ورفع تحديات الجهود التي بذلت منذ 2003، في هذا الحقل وإثراء ما تم إنجازه وذلك بإسهام من المختصين والحرفيين والجمعيات الفاعلة في الميدان". ويشمل المعرض مجموعة من الأزياء العريقة التي تمثل مختلف مناطق البلاد بدءا من "الكاراكو العاصمي"، مرورا ب"الشدة التلمسانية" و"الجبة القبائلية" و"البلوزة الوهرنية"، كما احتضنت أجنحة المعرض الذي بدا كفسيفساء غنية بالألوان والأشكال المتنوعة التي زادتها رونقا الحلي الفضية والذهبية التي زينت المعروضات نماذج للباس النسوي وأيضا الرجالي مثل الملحفة والبرنوس بمختلف تنوعاتها، وكذا نماذج من الأزياء الشاوية ولباس المرأة النايلية الجميل الى جانب لباس النساء الترقيات. وقدمت الكثير من العارضات نماذج قديمة توارثتها الأجيال مثل القندورة القسنطينية، كما حضرت مناطق أخرى بأزياء عريقة كلباس المرأة الغرداوية وأيضا الترقية، وتعتبر هذه النماذج تحفا فنية ذات قيمة كبيرة منها كاراكو عاصمي الذي يعود لأكثر من 300 سنة، وجبّة فرقاني تعود إلى بداية خمسينيات القرن الماضي طرزها المطرب الكبير الراحل الحاج محمد الطاهر الفرقاني. للإشارة يضمّ برنامج التظاهرة محاضرات افتراضية أسبوعية حول موضوع التراث الثقافي غير المادي ومهرجان ثقافي للباس الجزائري بعنوان "في ذاكرة اللباس الجزائري"، كما نظمت على هامش المهرجان مسابقتان حول "أقدم لباس تقليدي عائلي"، وموضوع "تحديث اللباس التقليدي" إلى جانب إطلاق بطاقات لتوصيف اللباس الجزائري وجرده وذلك عبر مديريات الثقافة بكل الولايات. ويشمل أيضا البرنامج ندوات تلفزيونية حول اللباس التقليدي في الجزائر بغرض إماطة اللثام عن الإجراءات المتخذة في ملف تسجيل عنصر تراثي جزائري باعتباره تراثا إنسانيا لدى (اليونيسكو)، إلى جانب مواضيع أخرى في هذا الشأن بمشاركة الجمعيات الثقافية الفاعلة في المجال وأيضا المختصين والتشكيليين والمحترفين .