أعطت أول أمس، وزيرة الثقافة والفنون مليكة بن دودة بقصر الثقافة مفدي زكريا، إشارة انطلاق فعاليات "الأيام الوطنية للباس الجزائري" التي تنظم في إطار شهر التراث اللامادي، تحت شعار "لباسي ذاكرتي و ثقافتي"، وبحضور عبد الحفيظ علاهم مستشار برئاسة الجمهورية وعبد المجيد شيخي، المدير العام للأرشيف الوطني ونزيه بن رمضان، مستشارا لدى رئيس الجمهورية مكلف بالحركة الجمعوية وعدد من أعضاء الحكومة. قالت وزيرة الثقافة في كلمة لها ألقتها بهذه المناسبة التي ستتواصل فعالياتها إلى غاية الثامن من شهر سبتمبر الداخل، أن الهدف من تنظيمها هو إبراز أهمية هذا الإرث الحفظ عليه والعمل على تطويره والبحث في سبل إيصاله إلى العالمية، مشيرة إلى أنه موروث غني ومتنوع ويمكن من خلاله معرفة الكثير عن الحياة الاجتماعية للمنطقة التي يمثلها، وأبرزت في كلمتها أهمية اللباس الأصيل هذا الموروث الثقافي الذي هو جزء مهم من هويتنا. ودعت بالمناسبة الباحثين والمؤرخين إلى الاهتمام أكثر بدراسات تطور هذا اللباس عبر العصور مؤكدة أن مثل هذه التظاهرة فرصة لإبراز هذا الإرث و الحفظ عليه و العمل من اجل تطويره وإيصاله إلى العالمية. ويشمل هذا المعرض المخصص للباس الجزائري الأصيل مجموعة من الأزياء العريقة التي تمثل مختلف مناطق البلاد بدءا من "الكاراكو العاصمي" المتألق مرورا ب"الشدة التلمسانية" و "الجبة القبائلية "و"البلوزة الوهرانية ". كما احتضنت أجنحة المعرض الذي بدا كفسيفساء غنية بالألوان والأشكال المتنوعة التي زادتها رونقا الحلي الفضية والذهبية التي زينت المعروضات نماذج للباس النسوي وأيضا الرجالي مثل الملحفة والبرنوس بمختلف تنوعاتها وكذا نماذج من الأزياء الشاوية ولباس المرأة النايلية الجميل إلى جانب لباس النساء الترقيات. وقدمت الكثير من العارضات نماذج قديمة توارثتها الأجيال مثل القندورة القسنطينية، كما حضرت مناطق أخرى بأزياء عريقة كلباس المرأة الغرداوية وأيضا الترقية، وتعتبر هذه النماذج تحف فنية ذات قيمة كبيرة منها كاراكو عاصمي الذي يعود لأكثر من 300 سنة وجبة فرقاني تعود إلى بداية خمسينات القرن الماضي طرزها المطرب الكبير الراحل الحاج محمد الطاهر الفرقاني . واستمعت الوزيرة خلال تجولها بالمعرض إلى شروحات وافية ودقيقة من طرف العارضات و باحثات في مجال تاريخ اللباس . وكانت المعلومات التي قدمت تنم عن اهتمام كبير بهذا الإرث المتجدر في التاريخ و يمكن الزائر الاستمتاع بمعرض للوحات التي رصدت بالريشة تطور اللباس الجزائري العريق و كذا كتب قيمة تحمل صور تطور الباس في مختلف مناطق الجزائر. و في ختام المعرض أشارت الوزيرة أن مديريات الثقافة الولائية ستقوم بعروض للباس الجزائري لإظهار هذا الموروث لكل الجزائريين مضيفة أنها فرصة لاستكشاف قطع قديمة تثري رصيد المتاحف، وأشارت إلى العمل الذي تقوم به مراكز البحوث والدراسات لتحضير ملفات بشان قطع من هذا اللباس التقليدي بهدف تصنيفه من قبل اليونسكو ضمن التراث العالمي. وذكرت بالجهد المبذول بخصوص تصنيف "البلوزة الوهرانية" بمساهمة الجمعيات المحلية والمواطنين لإثراء ملفها، وشددت الوزيرة على أن كل التراث اللامادي يحتاج للعناية من اجل حفظه وحمايته. للإشارة، ستعرف التظاهرة تنظم مجموعة من المحاضرات والندوات التفاعلية حول التراث اللامادي عبر تطبيق زووم، والتي من شأنها التعريف بالتراث اللامادي، وتثمينه، وترقيته، وإجلاء تنوعه وروافده وأشكاله، مع العمل على إجلاء سُبل حمايته والمحافظة عليه من كل ما من شأنه أن يلحق به الضرر تشويها أو عبثا وجهلا، وكذا قطع الطريق على محاولة الآخر السطو عليه.