يصل الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب يوم غد إلى مدينة كينوشا بولاية وسكنسن في زيارة تحمل مخاطر كثيرة على خلفية المواجهات المتواصلة بين المتظاهرين وقوات الشرطة منذ إصابة المواطن الأمريكي الأسود جاكوب بليك قبل أربعة أيام بسبع رصاصات في الظهر من طرف شرطي أبيض أدت إلى شلله مدى الحياة. وقامر الرئيس الأمريكي باختياره لهذه المدينة الساخطة على تصريحاته الأخيرة ضد هذه الاحتجاجات، ضمن خطوة قد تزيد من متاعبه الانتخابية شهرين قبل موعد الثالث نوفمبر القادم، محاولا سحب ورقة المواطنين السود والأقليات من يد منافسه الديمقراطي، جو بايدن الذي استغل هذه المظاهرات لضرب مصداقيته والطعن في قدرته على تحقيق العدالة بين عامة الأمريكيين. وجعل جو بايدن مقتل المواطن الأمريكي الأسود، جورج فلويد في الخامس والعشرين من شهر ماي الماضي بمدينة مينابولس بولاية مينيسوتا والمظاهرات التي عمت كامل الولاياتالمتحدة، ورقة وازنة في معادلة الانتخابات الرئاسية في الثاني من شهر نوفمبر القادم إلى الحد الذي جعله يختار كامالا هاريس الأمريكية من أصول هندية إفريقية كنائب له ضمن سابقة في تاريخ الانتخابات الأمريكية. وقال جاد ديير الناطق باسم البيت الأبيض، إن الرئيس ترامب سيذهب إلى كينوشا في شمال الولاياتالمتحدة للتباحث مع المسؤولين المحليين ومسؤولي جهاز الشرطة حول الوضع العام والوقوف على حجم الخسائر المادية التي خلفتها المواجهات التي اندلعت منذ حادثة إصابة جاكوب بليك يوم 23 أوت الجاري. ولم يشر الناطق باسم الرئاسة الأمريكية ما إذا كان الرئيس، ترامب سيلتقي بأفراد عائلة بليك في محاولة لنزع فتيل ثورة شعبية تهدأ حينا ولكنها لا تلبث أن تستعر من جديد مع كل تهور لعناصر الشرطة في تعامهم مع المواطنين السود الرافعين لشعار "الأمريكيون السود يريدون الحياة". ويصل المرشح الجمهوري إلى كينوشا ضمن زيارة تحمل في طياتها عوامل قد تزيد في تدهور نسبة شعبيته خاصة وأنها تزامنت مع مقتل أمريكي من أصول إفريقية ليلة السبت إلى الأحد بمدينة بورتلاند بولاية أوريغون في شمال غرب الولاياتالمتحدة في مواجهات اندلعت بين متضامنين مع عائلة جاكوب بليك وأنصار الرئيس ترامب. وكان هذا الأخير ساند في خطاب قبول ترشيحه باسم الحزب الجمهوري، قوات الشرطة في تعاطيها مع المتظاهرين ولجوئها إلى استخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين "حماية للممتلكات العامة" وفرض القانون لوضع حد لحالة الفوضى التي تشهدها مدينة كينوشا بعد إقدام مراهق أبيض على فتح نيران سلاحه الآلي على ثلاثة متظاهرين سود مما أدى إلى مقتل اثنين من بينهم.