تم أمس بقصر المعارض الصنوبر البحري تقديم مسيرة تطور مؤسسة "باتيفير للتجهيز" المتخصصة في مجال إدخال تقنيات الوقاية والأمن في ورشات البناء والأشغال العمومية، والتي تعتبر إحدى ثمار صالون "باتيماتيك"، على اعتبار أن نشأتها اقترنت بنشأة الصالون وتطورت بتطوره أيضا. فحسب السيد حميد زقان الرئيس المدير العام لهذه المؤسسة الجزائرية التي تضمن تزويد الورشات بتجهيزات البناء الواقية على غرار السلالم الحديدية ومغلفات الإسمنت، وأعمدة الدعم، فإن مستوى النمو الذي عرفته هذه المؤسسة التي انطلقت كمؤسسة صغيرة في سنة 1999، يعود الفضل فيه إلى صالون "باتيماتيك" الذي سمح لها بنسج علاقات شراكة مع أهم المتعاملين الوطنيين ليس فقط في مجال البناء والأشغال العمومية وإنما أيضا في قطاعات أخرى، كالطاقة والمناجم والفنون والثقافة. وجاءت فكرة إنشاء "باتيفير للتجهيز" حسب مسؤولها الأول الذي أدار الندوة الصحفية التي تم تنظيمها على هامش فعاليات الطبعة ال12 لصالون "باتماتيك"، تلبية للحاجة إلى تنمية الأبعاد الأمنية والاقتصادية والبيئية في أشغال البناء والتشييد، والضرورة الملحة لمواجهة العادات السلبية التي أصبحت تميز طريقة العمل في ورشات البناء، والتي تتجلى مظاهرها في الامتناع عن ارتداء الألبسة الواقية واستعمال تجهيزات لا تحمل المواصفات المتعارف عليها دوليا، وهنا يبرز البعد البيئي في نشاط المؤسسة التي تقدم بديلا عن الاستعمال الفوضوي للسلالم المفبركة بالخشب. وتمت الاستعانة بمنتوجات هذه المؤسسة التي بدأت عملها بحملات تحسيسية نظمتها مع الهيئات الوطنية المتخصصة في التأمين من مخاطر العمل في الورشات، في عملية تشييد العديد من المؤسسات والهيئات الوطنية على غرار مقر وزارة الطاقة والمناجم، والقاعة البيضاوية ومعهد الإعلام والاتصال الجديد والمحطة المركزية لتوليد الكهرباء بمنطقة حجرة النص بتيبازة، علاوة على عمليات ترميم متحف الفنون العصرية للجزائر "ماما " الكائن بشارع العربي بن مهيدي، ومسجد "كتشاوة" بالعاصمة. كما تكفلت "باتيفير" أيضا بتهيئة ساحات العرض التي احتضنت حفلي الافتتاح والاختتام لتظاهرة الألعاب الإفريقية التاسعة التي نظمتها الجزائر في جويلية 2007، ولازالت ترافق العديد من الفنانين والمثقفين الجزائريين في تشييد المسارح وقاعات العروض الفنية. وتستعد المؤسسة اليوم بعد 10 سنوات من التطور في ظل استعمالها للمنتوج المستورد من الخارج لدخول عالم الإنتاج بالجزائر، حيث يرتقب أن تنجز المؤسسة مصنعا لإنتاج تجهيزات الوقاية في الورشات على مستوى منطقة الرويبة، ولا يستبعد الرئيس المدير العام للمؤسسة إمكانية بعث هذا المصنع المقرر أن يساهم في استحداث العديد من مناصب الشغل، بالشراكة مع شريك أجنبي، "وذلك بالنظر إلى أن الشراكة أصبحت تفرض نفسها على كل مؤسسة تطمح إلى التطور"، على حد تعبير المتحدث الذي كشف بأن مؤسسته بدأت تفكر في عمليات تصدير منتجوها إلى أسواق جهوية وإقليمية .