تعود إلى ذاكرتنا الجماعية غدا انتصارات 19 مارس 1962 التي تحطمت على صخور تاريخه عقيدة "الجزائر الفرنسية" والتي ظل معتنقوها من المعمرين وأذنابهم يرددونها في ترانيم صلواتهم 132 عاما. ها هو النصر تحقق رغم الداء والأعداء ورغم بحور الدماء التي عمّقت البعد الجغرافي بين الجزائر وضفاف فرنسا، ليقول شعبنا كلمته ويتسلم مفتاح بلاده الذي سلب منه قهرا ذات يوم في 1830 . 19 مارس الذي أسّس ل 5 جويلية 1962 ما هو إلا مكافأة طبيعية لشعب أراد الحياة، ولا يزال يريد انتصارات أخرى لاتقل أهمية عن 19 مارس 62 وحتما فإن الموعد الانتخابي للاستحقاق الرئاسي سوف لن يكون أقل شأنا، إذ سيعكس بالتأكيد إرادة أمة في النهوض والتغيير والبناء والطموح إلى غد أفضل يتقرر بالاختيار الأفضل عن طريق ورقة هي المحدد الأول لهذا التغيير وحتما سيحرص الكل على أداء هذا الواجب تماما كما كان موقف شعبنا في مواعيده مع تاريخه الذي صنعه بيده ولم تفلح معه سياسة المقاطعة، التي معناها الرفض السلبي واللامبالاة ووضع الراهن والمستقبل في أيدي المجهول. الجزائر التي خرجت منتصرة من حربها ضد المستعمر وخرجت واقفة من حربها على »الارهاب« تستطيع تجاوز الجراح وتقديم البديل الأحسن، لكنها لا تستطيع أن تدير ظهرها لأبنائها الذين دافعوا عنها وأصدقائها الذين ساندوها في المراحل الحرجة.