دعا المترشح محمد السعيد أمس الشباب للخروج بكثافة يوم التاسع أفريل القادم للتصويت على من يرونه أهلا لقيادة البلاد، ووعدهم في حال انتخابه توفير مناصب شغل جديدة ، منتقدا في السياق سياسة التشغيل الحالية. وفي هذا الصدد قال المترشح في تجمعين شعبيين بجيجل وخنشلة انه "لا مستقبل للجزائر إلا بتطوير الفلاحة والاستغلال الأمثل للأراضي الزراعية"، داعيا الى اعتماد سياسة فلاحية والتخطيط المحكم لها و"الابتعاد عن تطبيق حلول عشوائية وإجراءات غير مدروسة". وبعد أن أشار إلى أن عشرين بالمائة من أراضي الجزائر صالحة للزراعة تأسف السيد محمد السعيد لكون "جزء كبير منها" استعمل في استثمارات غير زراعية في حين بقيت الجزائر تستورد الحبوب والمواد الغذائية الأساسية. وفي هذا الصدد قال بأنه "من الأجدر على الجزائر ان تنشئ مخابر لتشجيع البحث في المجال الفلاحي من جهة وانتهاج سياسة لتوفير المياه بشكل أءكبر ببناء مزيد من السدود". وأشار المترشح أيضا الى امكانية تطوير الفلاحة في جنوب الوطن وتقديم تسهيلات للفلاحين فيما يتعلق بمطالبتهم بسعر رمزي للكهرباء والمازوت وتقديم قروض مع محاسبة الفلاحين المستفيدين منها والتأكد من استثمارها في الفلاحة. واعتبر في هذا السياق ان محو ديون الفلاحين "ليس الحل المثالي لتطوير الفلاحة بل الأجدر هو محاسبتهم فيما انفقوها". وبعد ان انتقد بشدة تسيير القطاع الاقتصادي بشكل عام قال بأن "الشعب يريد سلطة تسير ثروات البلاد وتوزعها بصفة عادلة". وأضاف في هذا المجال انه لا بد من الكف عن الاعتماد على البترول والغاز واعتماد سياسة اقتصادية شاملة ذات رؤية واضحة بالتركيز على تنمية فلاحية توفر مناصب الشغل وتمتص البطالة. وفي هذا الشأن قدم أرقاما حول المصاريف التي انفقتها الجزائر لاستيراد المواد الغذائية للبلاد خلال العشر سنوات الأخيرة، والتي قال بأنها "تضاعفت اربع مرات عوض ان تنخفض" وذلك حسبه ل"عدم استغلال اموال البترول في انتاج ثروة غير زائلة". وأضاف أن "إمكانيات تغيير اوضاع البلاد الى الأحسن موجودة والسكوت على الوضع الحالي غير مقبول خاصة ان ثروات الجزائر كثيرة ومتنوعة منها الذهب والمعادن واليورانيوم". فالثروة الحقيقية التي تعتبر أقوى طاقة للجزائر والتي ينبغي الاستثمار فيها أكثر من غيرها من الثروات الأخرى --يقول المترشح-- هي الرجال والشباب، ودعا السيد محمد السعيد الحاضرين بهذه المناسبة الى التصويت على "من يضمن تغيير الوضع الحالي وليس على من يسعى الى الاستمرار في نفس سياسة التسيير"، مضيفا انه "من يريد للوضع ان يبقى على حاله عليه ان يتحمل عاقبة ذلك". وأكد بأنه يسعى من خلال خوضه غمار الانتخابات "اعادة الكرامة الحقيقية للمواطن وإعادة الاعتبار للحق وللمظلوم وللمثقف المهمش"، معتبرا انه "لا معنى للديمقراطية التي لا تخدم التنمية ولا تقدم المجتمع نحو الأحسن.