دعا المترشح المستقل السيد عبد العزيز بوتفليقة أمس من ولاية سطيف الأسرة الرياضية الوطنية إلى اقتراح حلول ناجعة من اجل النهوض بالرياضة الجزائرية وإنقاذها من قبضة من وصفهم ب"المتاجرين بطموحات الشباب". وأوضح السيد بوتفليقة في لقاء جواري جمعه بالرياضيين الجزائريين بقاعة المركب الرياضي 8 ماي 1945 لولاية سطيف، في إطار اليوم الرابع للحملة الانتخابية، بأن مسؤولية الحكومة في تنشيط الرياضة في الجزائر تشمل مهام توفير الإمكانيات والوسائل بينما ينبغي أن تقوم باستقطاب الفئات الشبانية إلى الأسرة الرياضية، باعتبار أنها تملك القدرة في الإبداع، مستدلا في هذا السياق بالانجازات التي حققها رياضيون جزائريون خلال الألعاب الاولمبية الأخيرة ببكين، "وهي انجازات جاءت من تلقاء هؤلاء الرياضيين ودون تأطير من السلطة"، متأسفا للحالة المتعفنة التي بلغها جانب التأطير للرياضة في بلادنا، بالرغم من أن بلادنا تمتلك على حد تعبيره، ضعف التجهيزات والوسائل والإمكانيات اللازمة لاستضافة كأس العالم في كرة القدم، وهو ما نتج عنه "تخلفا في مستوى رياضيينا مقارنة برياضيي دول الجوار". ولتأكيد عزمه واستعداده على تقويم وضع الرياضة الجزائرية، شدد المترشح بوتفليقة على أن مشاكل الرياضة في الجزائر ينبغي إعطاؤها الأولوية الوطنية بمشاركة الأسرة الرياضية، وذلك لتعلقها ب"نخوة الشباب"، وتفاديا لعواقبها الوخيمة التي تجلت مظاهرها في جر الشباب إلى العنف والانحراف. واستنكر السيد عبد العزيز بوتفليقة في حديثه عن مرض الرياضة الجزائرية، طغيان "البزنسة" والرشوة والمحسوبية على مجال تأطير الرياضة في بلادنا، قائلا بأن "من يريد المال، فعليه أن يتوجه للتجارة، لأن كبرياء الجزائر لا تباع في السوق، وطموح الشباب تتكفل به الجزائر ومستقبلها"، مشيرا في سياق متصل إلى أن الدولة تتخذ قراراتها انطلاقا من الاستماع لانشغالات شبابها "وليس تنفيذا لقرارات تأتيها من لوزان" وذلك في إشارة إلى تدخل هيئة التحكيم الرياضي الدولي في القضية التي أسالت الكثير من الحبر العام الماضي والمتعلقة بالخلاف الذي كان قائما بين ناديي اتحاد الحراش ورائد القبة. وعاد المترشح بوتفليقة للحديث إلى المحاور الكبرى لبرنامجه الانتخابي، مشيرا إلى أن ولاية سطيف التي تمتلك قطبا جامعيا يضم 54 ألف طالب، ستستفيد خلال السنوات الخمس المقبلة من قطب جامعي آخر ب10 آلاف طالب، وذلك من جملة الإنجازات المبرمجة لتنمية قطاع التعليم العالي، والمتضمن بالأساس التحضير لظروف استقبال مليوني (2) طالب في آفاق 2015. وأثنى المترشح المستقل كثيرا على ولاية سطيف وسكانها الذين قال عنهم أنهم "عرفوا كيف يحافظون على هويتهم العربية والأمازيغية، بلطف ودون مغالاة" وذلك "لأنهم لايتاجرون لا بالأمازيغية ولا بالعروبة" مشيرا إلى أن هذه الميزة هي التي جعلت ولاية سطيف تمتاز عن العديد من ولايات الوطن، بالنظافة والإنجازات وبنجاعة القطاع الخاص، حيث أن الولاية تعتبر على حد قوله، وإلى جانب ولاية برج بوعريريج من الولايات القلائل التي تمتلك قطاعا خاصا منتجا ومتنوعا، "وهذا في الوقت الذي انتشرت فيه ببلادنا المشاريع غير المجدية والتي لا تكاد تخرج من مصانع المشروبات والمطاحن"، كما تعتبر ولاية سطيف حسب المترشح من الولايات القلائل أيضا التي جسدت كامل المشاريع المسجلة عندها برسم برامج التنمية وأنفقت كامل الميزانية المخصصة لها لذلك، مشيرا إلى أن الولاية سلمت 27 ألف وحدة سكنية من ضمن برنامج يضم 37 وحدة بينما تستعد لتسليم ال10 آلاف مسكن المتبقية في المستقبل القريب. من جانب آخر تعهد المترشح بوتفليقة بالبقاء وفيا لتطبيق رسالة السلم والمصالحة الوطنية التي حملها له الشعب الجزائري واختارها في استفتاءين شعبيين، مضيفا بقوله "كجزائري أفتخر بجزائريتي لا بد أن يتسع صدري لأستقبل كل الذين عادوا إلى جادة الصواب"، واصفا الذين تضرروا من الإرهاب واختاروا نهج التسامح بأنهم "أسياد البشر"، فيما أكد بأن "الإسلامويين الذين قاموا بتسييس الدين واستعملوه كورقة للمتاجرة به، لم يبق لهم أي دور في المجتمع". وذكر المترشح بوتفليقة بالإنجازات التي حققتها الجزائر خلال العشر سنوات الأخيرة موضحا بأنها تمثل الأساس لبرنامجه الرئاسي الذي ينوي الاستمرارية فيه إن هو نال ثقة الشعب وتزكيته في انتخابات 9 أفريل المقبل، مبرزا المكاسب التي تحققت في مجال بناء الهياكل القاعدية، على غرار الطريق السيار شرق - غرب الذي اعتبره "حدثا هاما في الحياة الاقتصادية والاجتماعية للبلاد"، مشيرا إلى أن هذا الطريق سيسلم في 2010. كما ذكر بالمشاريع المستقبلية التي يحملها برنامجه الانتخابي، ومن أبرزها دعم القطاع الفلاحي الذي سيستفيد من غلاف مالي قدره 1000 مليار دينار، من اجل ضمان الأمن الغذائي للجزائريين، قائلا في هذا الصدد بأن "الدولة التي لا تأكل من أرضها وترابها ليست دولة مستقلة"، في إشارة إلى مخاطر التبعية الغذائية. كما أشار في سياق متصل إلى أن الجزائر ستجسد بعد سنتين من الآن 4 مشاريع ضخمة في مجال الموارد المائية تشمل تحويل المياه الشروب من الجنوب إلى مناطق الهضاب العليا والمناطق الشمالية، مبرزا الجهود الكبيرة التي تبذل أيضا في مجال تحقيق الاستقرار في مناطق الهضاب العليا والجنوب ومد الأرياف بكل الإمكانيات والوسائل الضرورية للحياة الكريمة، وذلك من اجل وقف ظاهرة النزوح إلى المدن. وبعد أن ذكر سكان ولاية سطيف بأهمية التصويت بقوة يوم الإقتراع، قائلا لهم بأن "يوم التاسع افريل يجب أن يعرف كل واحد عمن يصوت، وان لا ينسى ثمار 10 سنوات من الإنجازات"، انتقل المترشح المستقل إلى ولاية برج بوعريريح، حيث استقبله مواطنو هذه الولاية بوسط المدينة، وترجل المترشح على طول الطريق الذي يقطع ساحة الشهداء لتحيتهم وتبادل أطراف الحديث معهم، مجددا الدعوة لهم للذهاب بكثافة إلى صناديق الإقتراع يوم 9 افريل القادم، لأن الجزائر بحاجة إلى أصواتهم "حتى يكون صوتها مسموعا دوليا".