توعد المترشح المستقل عبد العزيز بوتفليقة أمس من ولاية سطيف المتاجرين بكرة القدم الجزائرية والمتورطين في ممارسات دخيلة على القطاع مثل البزنسة والرشوة، وخاطب هؤلاء بالقول"من يريد الربح يتوجه إلى التجارة لأن طموح الشباب الجزائري وعزة البلاد ليست سلعا للبيع"، معترفا في الوقت نفسه بمسؤولية السلطات الوصية في الوضع الذي آلت إليه الرياضة في الجزائر. اختار عبد العزيز بوتفليقة في رابع أيام الحملة الانتخابية الوجهة شرقا، حيث حظي باستقبال جماهيري حاشد بعاصمة الهضاب العليا، آلاف المؤيدين والأنصار كانوا في انتظاره بوسط المدينة لاستقباله والاحتفاء به تعبيرا عن مساندته في رئاسيات 9 أفريل المقبل، وبعد السير وسط المستقبلين لتحيتهم توجه بوتفليقة إلى القاعة المتعددة الرياضات 8 ماي 1945 بولاية سطيف التي كان له فيها موعد مع ممثلي الحركة الرياضية في ولاية سطيف وصانعي أمجاد الرياضة الجزائرية طيلة العقود الماضية مثل فريق جبهة التحرير الوطني لكرة القدم والفريق الذي مثل الجزائر في نهائيات كأس العالم سنة 1982 إلى جانب الطاقم الفني لفريق وفاق سطيف ونجوم ألعاب القوى في العشرية المنقضية مثل العداء حسيبة بولمرقة والعداء نور الدين مرسلي. ويأتي لقاء أمس الذي جمع المترشح مع ممثلي الحركة الرياضية في إطار الإستراتيجية الانتخابية التي أعدتها مديرية الحملة الانتخابية والتي ترتكز على لقاءات جوارية قطاعية، والتي يلتقي خلالها بوتفليقة في كل ولاية مع ممثلي قطاع معين. وقد استهل بوتفليقة خطابه أمام الحضور بتحديد مواطن الخلل في الرياضة الجزائرية وخاصة كرة القدم التي تعد الأكثر شعبية في الجزائر، منتقدا الوضع الذي آلت إليه الرياضة اليوم، ووصفها ب"المريضة"، بعدما كانت في سنوات الستينات والسبعينات والثمانينات ملجأ الشباب تعبر عن طموحهم في رفع اسم الجزائر عاليا، ومن وجهة نظر المتحدث فإن الإشكال لا يكمن في الإمكانيات أو في التسهيلات لأن الجزائر ومثلما يذهب إليه بوتفليقة بما تتوفر عليه حاليا لها القدرة على استضافة كأسين عالميتين لكرة القدم وليست واحدة، متسائلا في المقابل بالقول "لكن أين نحن في مصف الرياضيين واللاعبين؟"، وحسب المترشح فإن الوضع الذي آلت إليه الرياضة في الجزائر لم يعد يحتمل التجاهل أكثر بالنظر لما له من انعكاسات على الشباب، مشيرا إلى تفشي ظاهرة العنف سواء في الملاعب أو في الإرهاب والمخدرات والهجرة غير الشرعية والتي تعد في رأيه نتائج حتمية لتدهور الرياضة وعدم استجابتها لتطلعات وطموحات الشباب، معترفا في الوقت نفسه أن النتائج المحققة مؤخرا في ألعاب بيكين جاءت بفضل إرادة الشباب. ودعا بوتفليقة ممثلي الحركة الرياضية وبصفتهم الأكثر دراية بما يجري في مجال الرياضة إلى اقتراح حلول وبدائل على السلطات المسؤولة للخروج من الوضع الراهن الذي تتخبط فيه الرياضة، وحمل السلطات الوصية جزء من المسؤولية خاصة في ما يتعلق بالتأطير، وذهب بوتفليقة إلى القول إن كرة القدم في الجزائر طغت عليها بعض الممارسات المسيئة مثل البزنسة والرشوة والألاعيب والتي أخذت منحى خطيرا لم يعد مقبولا السكوت عليه، وتوعد المترشح هؤلاء بالقول"من يريد الربح والأموال ليتوجه إلى التجارة وسنقدم له كل التسهيلات الضرورية لكن لن نسمح له بأن يتاجر بطموحات الشباب"وأضاف بالقول "عزة الجزائر وكبريائها ليست سلعة للبيع". وذهب بوتفليقة في انتقاداته لما آلت إليه الرياضة في الجزائر أبعد عندما راح يقارن ما حققته الجزائر وهي في عز الأزمة من نتائج مشرفة وبين ما تحققه اليوم وكل الإمكانيات متوفرة لها، قائلا"الجزائر الصحيحة لم تحقق ما حققته الجزائر المعطوبة التي رفعت رأس الجزائر عاليا في الساحة الدولية في سنوات العنف والإرهاب"، في إشارة منه إلى النتائج التي حققها العداءان بولمرقة ومرسلي. على صعيد آخر وفي عرض المحاور الكبرى لبرنامجه الانتخابي شدد بوتفليقة على مناصب الشغل التي يعتزم استحداثها في المخطط الخماسي المقبل إذا اختار الشعب الجزائري الاستمرارية، والتي تصل إلى 3 ملايين منصب شغل، كما أبرز الأهمية التي يوليها في برنامجه لمعالجة أزمة السكن بانجاز مليون وحدة سكنية، وكذا الإجراءات التي أعلن عنها قبل أسابيع قليلة لإنعاش قطاع الفلاحة لتحقيق الأمن الغذائي، لأن التبعية الغذائية من وجهة نظر بوتفليقة تنتقص من السيادة الوطنية.