أكد ممثل جبهة البوليزاريو في فرنسا، محمد سيداتي، أمس، أن العملية العسكرية التي نفذتها وحدات الجيش الصحراوي، مؤخرا، في منطقة الكركرات "أسقطت أكذوبة الاحتلال المغربي حول عدم وجود حرب في الصحراء الغربية". أوضح سيداتي في تصريح ل "واج" أن "النظام الملكي يتكتم على الحرب في الصحراء الغربية ويسوق للرأي العام المغربي والعالمي على أن الأوضاع تحت السيطرة"، مشيرا إلى أنه "لا يمكن تزييف الحقائق أو التقليل من أهميتها... عندما تكون الضربة موجعة وضجيج العمليات العسكرية مدويا". وأبرز في هذا السياق بأن "المغاربة أنفسهم كانوا شهود عيان على العملية النوعية لوحدات الجيش الصحراوي في منطقة الكركرات وأيقنوا أن الحرب أمر واقع". وبينما أكد أن "الجيش الصحراوي ماض بكل عزم وحزم على توسيع رقعة العمليات العسكرية لغاية تحقيق الاستقلال"، أكد بأن "خسائر الجيش المغربي فادحة" وأن "محاولة التكتم عليها ومغالطة الرأي العام المغربي لم تعد ممكنة أمام هذا التصعيد"، بما جعله يدعو نظام المخزن إلى "الانصياع للشرعية الدولية كون الحسم العسكري لن يكون في صالحه". وفي تعليقه على غلق جمهورية بوروندي ل"قنصليتها العامة" في مدينة العيون المحتلة، قال ممثل جبهة البوليزاريو في فرنسا إن "هذا دليل على تراجع الطرح المغربي وفشل سياسة الإغراء والرشاوى والمغالطة التي يعتمدها النظام المغربي". وبينما أعرب عن أمله في أن تراجع الادارة الأمريكية الجديدة برئاسة، جو بايدن، إعلان ترامب المنافي للشرعية الدولية، اعتبر الدبلوماسي الصحراوي اعتراف ترامب بسيادة المغرب المزعومة على الصحراء الغربية في "الربع الساعة الأخير" من رئاسته "صفقة مشينة أضرت كثيرا بسمعة ومكانة الولاياتالمتحدةالامريكية". لكنه أبقى على تفاؤله في ظل وجود "أعضاء من الكونغرس نددوا بما أقدم عليه ترامب وطالبوا بمراجعة هذه السياسة المتهورة". واعتبر رئيس جمهورية بوتسوانا، موغويتسي ماسيسي، أنه يتوجب على المغرب إنهاء احتلاله غير الشرعي لأجزاء من الجمهورية الصحراوية المستمر منذ أكثر من 40 سنة وفقا لما تقتضيه الشرعية الدولية في حالة القضية الصحراوية. من جهة أخرى جدد الرئيس ماسيسي التأكيد على الدعم المبدئي والثابت الذي ما فتئت بوتسوانا تتبناه تجاه الكفاح الصحراوي المشروع من أجل الحرية وتقرير المصير والاستقلال، معتبرا أن إفريقيا لا يمكن أن تتحرر ما لم يتم تحرير الجمهورية الصحراوية بالكامل. كما اعتبر خلال استقباله وزير الخارجية الصحراوي، محمد سالم ولد السالك، الذي يزور بوتسوانا كمبعوث خاص للرئيس الصحراوي إبراهيم غالي، أنه لا يمكن للاتحاد الأفريقي والدول الأفريقية أن تقبل انتهاك مبادئ القانون التأسيسي للاتحاد، خاصة مبدأ احترام الحدود القائمة عند الاستقلال. من جهة أخرى طالبت الحملة الدولية ضد نهب الثروات الطبيعية بالصحراوية كافة الشركات الأجنبية إلى الكف عن الاستثمار في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية والانسحاب فورا. وقالت الحملة في بيان تأسيسي توج أشغال يوم دراسي نظم بمقر اللجنة الصحراوية لحقوق الإنسان أن "الشركات التي تستثمر في المدن المحتلة تساهم بشكل أو بآخر في إطالة أمد النزاع"، مطالبة بإزالة جدار الذل والعار الذي يقسم الصحراء الغربية إلى قسمين ويساهم في حماية عمليات نهب الثروات الطبيعية الصحراوية. وألح البيان على أن ينصاع المغرب للشرعية الدولية وينهي احتلاله غير الشرعي لأراض من الجمهورية الصحراوية، داعيا المنظمات الدولية والدول الأعضاء إلى التحرك والضغط على المملكة من أجل تمكين الصحراويين من حقهم في تقرير المصير. وتقوم الحملة من خلال عملها باستهداف الشركات المتورطة في انتهاك القانون الدولي عبر إبرام اتفاقيات وعقود مع دولة الاحتلال المغربي من أجل القيام بمشاريع في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية. وتأتي كمبادرة تقودها فعاليات المجتمع المدني الصحراوي من مخيمات اللاجئين والمناطق المحتلة، وذلك انطلاقا من الندوة الدولية للمقاومة السلمية التي احتضنتها ولاية السمارة سنة 2018.