تجاوزت أسعار النفط في أولى تعاملات السوق، أمس، عتبة 60 دولارا للبرميل ضمن أول قفزة تعرفها أسعار الذهب الأسود منذ أكثر من عام، في تأكيد لمؤشرات إيجابية بإمكانية تعافي الاقتصاد العالمي بعد حملة التلقيح الدولية ضد جائحة كورونا وتمسك مجموعة "أوبك +" بقرار المحافظة على سقف إنتاجها إلى حين. ارتفع سعر برميل "برنت" الخام المرجعي لبحر الشمال في تعاملات، أمس، بنسبة 1,26% ليبلغ 60,19 دولارا في نفس المنحى الذي عرفه سعر خام " تكساس" الوسيط الأمريكي الذي بلغ هو الآخر عتبة 57 دولارا للبرميل. وأكد متابعون لبورصات هذه المادة أن هذا الانتعاش، الذي مسّ أيضا أسعار سلة الدول المنتجة للنفط "أوبك" التي ارتفعت هي الأخرى إلى 58,92 دولارا للبرميل في تعاملات يوم الجمعة بعد أن كان بلغ 58,25 دولارا للبرميل في تعاملات يوم الخميس، عكس حالة التفاؤل بعودة النشاط الاقتصادي العالمي تدريجيا، على خلفية القيود التي فرضتها دول "أوبك+"، والتي أدت إلى تراجع المخزون العالمي من النفط خلال الأسابيع الأخيرة، تزامنا مع بدء حملات التلقيح ضد "كوفيد – 19" في أغلب بلدان العالم، والتي قابلها تراجع في سرعة انتشار هذا الفيروس، بعد أن سجل الأسبوع الماضي أقل معدل للإصابات في العالم منذ أكتوبر من العام الماضي. كما ربط محللون هذا الانتعاش باحتمال مصادقة نواب الكونغرس الأمريكي على حزمة الإجراءات التي اقترحها الرئيس، جو بايدن لتحفيز اقتصاد بلاده والتي قدرت مبالغها بنحو 1,9 ترليون دولار، خاصة وأنها إجراءات تشمل رفع الحد الأدنى للأجور في الولاياتالمتحدة بما يشجع على استهلاك الفرد الأمريكي وكذا إنعاش سوق التوظيف. وأكد معهد أكسفورد لدراسات الطاقة أن ارتفاع أسعار النفط، جاء أيضا نتيجة لقرار السعودية الأحادي الجانب بخفض إنتاجها النفطي بشكل طوعي منذ بداية العام الجاري بمليون برميل يوميا، رغم لجوء عديد دول العالم إلى اتخاذ إجراءات الإغلاق مجدد بعد تفشي الفيروس المتحور فيها. وأدى هذا القرار حسب تقديرات وكالة الطاقة الدولية، إلى انخفاض المخزونات العالمية بنحو 1,1 مليون برميل يومياً، أو 100 مليون برميل، خلال الربع الأول من السنة الجارية، بعد الانخفاض الملحوظ الذي تم تسجيله في الربع الرابع من 2020 والذي بلغ 2,58 مليون برميل يومياً. ويتوقع أن يستمر انخفاض المخزون العالمي من النفط، بمجرد تسجيل تقدم في حملات التلقيح الدولية ضد كورونا وعودة النشاط الاقتصادي في النصف الثاني من العام الجاري موازاة مع ارتفاع الطلب على النفط، والذي يتوقع أن يبلغ نهاية العام مستوى 99,05 مليون برميل يومياً.