نجحت جمعية وهران في تجاوز تداعيات رحيل مدربها كمال مواسة، لما عادت غانمة بنقاط "الداربي" من أمام مستضيفها أولمبي أرزيو، مما سمح لها بتعزيز قيادتها للمجموعة الغربية من بطولة الهواة ولو مناصفة مع فريق مستقبل وادي سلي، الذي ك "الجمعاوة"، كشّر عن أنيابه منذ انطلاق البطولة. كان يكفي الجمعية الوهرانية استغلال أمرين لكي تتجاوز اختبار "الداربي" بسلام؛ الاستثمار في مشاكل جارها الأولمبي، ونقص تحضيراته للبطولة، فضلا عن إحجام لاعبيه عن التدرب، والمشاركة في المنافسة الرسمية بين فترة وأخرى؛ احتجاجا على عدم تلقي مستحقاتهم المتأخرة، والاستفادة من الآثار الإيجابية للاستعدادات الموسمية. ونفعت الفريق الوهراني أيضا، خبرة بعض عناصره، التي تُعد مفاتيح نجاحه إلى حد الآن؛ كعواد في صناعة وتنظيم اللعب، فضلا عن تأطيره شباب الفريق داخل الملعب وخارجه، وكوريبة إلياس المساهم بقوة في فعالية خط الهجوم، بتوقيعه أهدافا حاسمة. وقد جدد اللاعب السابق لأهلي برج يوعريريج حضوره اللافت، بتوقيعه هدف الانتصار لفريقه في ملعب "منور كربوسي" بأرزيو، رافعا، في ذات الوقت، غلّته الشخصية من الأهداف إلى ثلاثة، وشاقا، بذلك، طريقه بتؤدة لإحراز لقب هداف جمعية وهران، كما تمنى وكشف عن ذلك في تصريح صحفي سابق له. وكان كوريبة كذلك وراء الانتصار الأول لجمعية وهران خارج معاقلها في البطولة؛ بتسجيله هدفي الفوز على شبيبة تيارت بديارها، قبل أن يخرج اضطراريا بسبب إصابة عضلية. كما حملت الجولات الأربع الملعوبة إلى حد الآن، تألقا لافتا للحارس بوكريت، الذي أكد أنه يستحق ثقة الدفاع عن عرين الجمعية الوهرانية، بأدائه الجيد في كل اللقاءات التي لعبها سواء داخل أسوار ملعب "الحبيب بوعقل" أو خارجه. وكان لتدخلاته الدور الحاسم في تحديد مصير مواجهتين؛ الأولى في تيارت، عندما تصدى لضربة جزاء، في وقت كان فريقه متقدما في النتيجة بهدف وحيد، والثانية في أرزيو، عندما تصدى لضربة جزاء أخرى، كانت ستكون عنوانا لتعادل إيجابي لو سُجلت. ولايبدو أن بوكريبت سيقف عند هذا الحد، خاصة بعدما اكتسب الثقة في النفس، وإمكانياته، وتواجده تحت رعاية وتأطير مدرب حراس مرمى خبير، ومتفان في عمله، وهو بن فيسة. ورغم هذه الانطلاقة الإيجابية يبقى أنصار جمعية وهران يترقبون الجديد بشأن العارضة الفنية، وما إذا ستنجح الإدارة في تجاوز تخبطها في هذا المجال، بانتداب مدرب يدعم مكسبها الآني ولو أن أغلب "الجمعاوة" يميلون لمنح الفرصة لمدرب الرديف شريف الوزاني مولاي، الذي سبق له أن أشرف على التحضيرات الموسمية للفريق، ويعرف جيدا لاعبيه، والبيت عموما.