وصف المراقبون الدوليون الذين يزورون الجزائر منذ انطلاق الحملة الانتخابية، على أن رئاسيات 2009 قد جرت في جو كله شفافية وحرية ديمقراطية، مقرين باحترام إرادة الناخبين في اختيار مرشحهم بكل حرية، كما أجمع المكلفون بمراقبة سير العملية الانتخابية في الجزائر على أن هذه الأخيرة قد راعت كل المعايير الدولية المتفق عليها في تنظيم وإجراء الاستفتاء. في ندوة صحفية قاموا بتنشيطها بالمركز الدولي للصحافة، قدم مجموع المراقبين الدوليين تقييما لسير العملية الانتخابية في الجزائر، بدءا من انطلاق الحملة الانتخابية وتوزيع النشاطات على المترشحين ووصولا إلى يوم الاقتراع وفتح المجال أمام الناخبين للإدلاء بأصواتهم لمن رأوا أنه الأجدر برئاستهم، ولقد كانت الملاحظة التي اتفق عليها كل المتدخلين هي أن الميزة التي طبعت جو الرئاسيات هي "الشفافية والحرية والديمقراطية"، حيث أجمعوا على أن الجو الديمقراطي الذي ميز عملية الانتخاب عبر كافة ولايات الوطن يتوافق مع المعايير الدولية المتعارف عليها في تنظيم الانتخابات. ولقد فضل رئيس وفد الاتحاد الإفريقي لمراقبة الانتخابات الرئاسية جواكيم شيسانو، أن يشيد في بداية تدخله بالمشاركة القياسية للشعب الجزائري في هذا الموعد الانتخابي والتي بلغت54.75 بالمائة، والتي أرجعها الرئيس الموزنبيقي السابق الذي قام بمتابعة مجريات الانتخابات الرئاسية للتاسع أفريل منذ انطلاق الحملة الانتخابية إلى غاية عمليات الفرز، إلى "عزم الشعب الجزائري على المساهمة في تعزيز الديمقراطية"، منوها في هذا الصدد بما أسماه "احترافية الجهات المشرفة على تنظيم الانتخابات"، ليضيف فيما يتعلق بعمليات الفرز أن وفد الإتحاد الإفريقي المتكون من حوالي مئة ملاحظ، قد تابع عملية الانتخاب في 48 ولاية مؤكدا أن العمليات قد جرت بكل شفافية في جميع مكاتب الاقتراع. وعلى غرار رؤساء وفود الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والإتحاد الإفريقي الذين أجمعوا على شفافية اقتراع الجزائر، قال رئيس وفد جامعة الدول العربية شاذلي النفاتي من جهته "إن عملية الانتخاب قد جرت في جو مريح تمكن فيه المواطن الجزائري من القيام بحقه المدني بدون أي قيود"، حيث أشاد بالمستلزمات القانونية التي وفرت وفق ما هو معمول به دوليا، ليؤكد في تدخله عدم ملاحظة وفد الجامعة العربية لأي إجراءات غير اعتيادية ولا ضغوط ولا قيود على حرية المواطن في اختيار المترشح الذي يريده، مؤكدا في هذا الصدد أن الانتخابات تمت في جو ديمقراطي يتوافق مع المعايير الدولية المتعارف عليها دوليا. وفي الختام، أشار كل من شيسانو والنفاتي إلى أن أعضاء الوفدين قد لاحظوا غياب ممثلي بعض المترشحين في العديد من مكاتب الانتخاب التي قاموا بزيارتها، ليؤكد رئيس وفد منظمة المؤتمر الإسلامي الملاحظ للانتخابات الرئاسية سيكرو توفان، أن أعضاء المنظمة قد سجلوا بكل ارتياح عمليات الانتخاب والمشاركة القوية للمواطنين التي ميزتها، منوها بما أسماه "التزام الجزائر بالمسار الديمقراطي من خلال تنظيم انتخابات حرة وشفافة ونزيهة".