من المنتظر أن تطلق وزارة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال شهر ماي القادم مشروع "أسرتك 2" الذي أعد لإعادة بعث المشروع القديم "أسرتك" الذي تعثر لعدة أسباب تقنية أرجعها المختصون إلى رفض المؤسسات المالية مسايرة المشروع من جهة وفشل الدراسة التي أعدت للمشروع والتي لم تكن شاملة علما أن مختلف الشركاء من بنوك ومموني خدمات الانترنت وأجهزة الحواسيب أعابت على الوزارة عدم التنسيق والتشاور. أسرّت لنا مصادر مقربة من مجمع "اتصالات الجزائر" عن مباحثات حثيثة بين عدة شركاء لإعادة إطلاق مشروع "أسرتك 2" على أن يكون محملا بمجموعة من الحلول والاقتراحات لصالح العائلات الجزائرية التي ستكتشف العديد من خدمات التكنولوجيات الحديثة وهو ما سيسمح بتقليص الفجوة الرقمية ودخول مجتمع المعلوماتية، وهو المشروع الذي تعول عليه الحكومة لتحقيقه خلال السنوات القادمة وبلوغ مرحلة البيع والشراء عبر الانترنت مثلما هو معمول به عبر مختلف دول العالم. وسيكون المشروع في صيغته الجديدة الحل الأمثل لإشكالية الهوائيات المقعرة التي شوهت المنظر العام للتجمعات السكنية وسط المدن، حيث أشارت مصادرنا إلى أنه من بين الشروط التي ستحرص "اتصالات الجزائر" على تنفيذها هو تسويق خدمات الانترنت فائقة السرعة "ويفي" التي تسمح بربط عدة تجهيزات لاستقبال الإرسال عبر شبكة الانترنت ويتعلق الأمر بقنوات التلفزيون الفضائية والإذاعة، وهي الخدمة التي تعول عليها المؤسسة لإنجاح المشروع. ولتخطي العقبات التي كانت وراء تعثر المشروع الأول تم الاتفاق بالنسبة لهذا المشروع مع مموني خدمات الانترنت ليأخذوا على عاتقهم عملية بيع أجهزة الحواسيب النقالة على أن يكون الثمن القاعدي لها لا يزيد عن 20 ألف دج وهي تجهيزات يتم تجميعها بالمؤسسات الجزائرية، مما سيحل مشكل التمويل المالي بالنسبة للعائلات التي وجدت في السابق صعوبة كبيرة في التعامل مع البنوك المقترحة لمسايرة العملية خاصة إذا علمنا أن نسبة الفوائد كانت خيالية على حد تعبير المواطنين، ومن جهتهم كان ممونو أجهزة الإعلام الآلي قد طالبوا الوزارة الوصية التدخل على مستوى الحكومة لتخفيض نسبة الضرائب والرسوم الجمركية على منتوجاتهم المستوردة. وما تجدر الإشارة إليه في هذا الجانب أن مشروع "أسرتك 2" أعد بالتنسيق مع كل الشركاء الفاعلين فيه خاصة فيما يخص الربط بشبكة الأنترنت حيث تعول "اتصالات الجزائر" عليه لتحسين خدماتها في هذا الشأن من خلال تعميم تسويق خدمة "ويفي" وهي شبكة متعددة الوسائط ولا تتطلب الكوابل حيث يتم البث عبر الذبذبات تسمح بربط كل التجهيزات لنقل الصوت والصورة في وقت قياسي واحتمالات ضعيفة لحدوث الأعطاب. وبخصوص توقعات المشروع الجديدة أشارت مصادرنا من "اتصالات الجزائر" أنه يدخل في إطار المشاريع المستقبلية للمؤسسة التي تطمح لتنويع خدماتها وتوسيع طاقة استيعاب شرائط الأنترنت إلى الضعف ويتوقع أن تصل سرعة التدفق قبل نهاية السنة الجارية إلى 640 جيغابيت في الثانية، وهو الرهان الذي تعول عليه اتصالات الجزائر لتنفيذ مشروع "الجزائر الإلكترونية لسنة 2013"، ولإنجاح المشروع تمت دراسة مختلف العقبات التي أثرت على المشروع الأول لتداركها مع التركيز على استعمال أحدث التكنولوجيات الحديثة وتشجيع الإنتاج المحلي خاصة في مجال تركيب تجهيزات الإعلام الآلي. وعن قابلية المجتمع الجزائري لاحتضان المشروع الجديد فسيتم هذه المرة التركيز على خدمات الأنترنت التي يجب أن تكون في المستوي وبأسعار مغرية، فخدمة "ويفي" التي تجرب اليوم عبر 10 نقاط وتحصي 250 مشتركا دائما لها، يتوقع أن تشهد إقبالا كبيرا من الزبائن ممن سيفضلونها على الخدمات الأخرى، بالنظر إلى سرعة التدفق ونوعية الخدمة التي أثبتت نجاحها، وبالإضافة إلى تسويقها عبر مشروع "أسرتك2" فسيتم تعميمها عبر المساحات الحضرية والتجارية الكبرى بالعاصمة كمرحلة تجريبية مثلا بمحطة المسافرين "الخروبة" ومحطات القطار بالإضافة إلى الأسواق التجارية الكبرى وعدد من قاعات الشاي قبل أن تعمم على باقي ولايات الوطن، وهو ما يسمح لكل مواطن من تصفح مواقع الأنترنت أينما كان وبسهولة وما عليه إلا فتح حاسوبه لربطه مباشرة بالشبكة عبر مفاتيح خاصة يتحصل عليها عبر هاتفه الخلوي حيث تجري حاليا مباحثات معمقة مع المتعامل التاريخي "موبيليس" للاتفاق على صيغة لإرسال مفاتيح الاستخدام واقتطاع تكلفة دخول شبكة "ويفي" من رصيد المشترك، وهي الخدمات التي يعول عليها المجمع للحد من الفجوة الرقمية وبلوغ مجتمع المعلوماتية قبل نهاية 2013. ويذكر أن مشروع "أسرتك" الذي أطلقته وزارة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال يوم 24 أكتوبر 2005 لم يبلغ أهدافه بعد أن سجل تسويق أقل من مليون جهاز كمبيوتر بعد ثلاث سنوات من إطلاق المشروع في الوقت التي كانت الأهداف تترقب تجهيز 5 ملايين عائلة في آفاق 2010.