أعلنت السيدة نورية حفصي الأمينة العامة للإتحاد الوطني للنساء الجزائريات عن تطوع هذا الأخير لتدعيم مشروع "أسرتك" الثاني الذي يحتاج إلى أرضية تقوم على تحضير المواطن لاكتساب ثقافة التعامل مع النظام الرقمي. وأكدت السيدة حفصي أمس خلال ندوة بمنتدى المجاهد أن اهتمام الوزارة الوصية بالجانب المالي والتجاري دون تنظيم حملات توعية تعتمد على المجتمع المدني سبب فشل مشروع "أسرتك" الأول الذي لم تتجاوز نسبة نجاحه 10 بالمائة. وأوضحت المتحدثة أن هذا المشروع الذي أقره رئيس الجمهورية سنة 2004 لتجسيد فكرة كمبيوتر لكل عائلة لا يمكن تحقيقه قبل القيام بالعمل التوعوي في أوساط المواطنين الذين يجهل العديد منهم أهمية الكمبيوتر في حياتهم، إضافة إلى افتقارهم إلى الإمكانيات لشرائه، مما يستدعي إقحام المجتمع ليكون شريكا في تجسيد هذا المشروع الهادف إلى التأقلم مع المحيط الدولي من خلال مواكبة تطورات مجتمع المعلوماتية. وأشارت الأمينة العامة للاتحاد الوطني للنساء الجزائريات إلى أن مبادرة التطوع للمساهمة في تحقيق نتائج ملموسة من خلال مشروع "أسرتك" الثاني ستتم بالتعاون مع "الجزائرية للإتصالات" التي أبدت موافقتها للمشاركة في تعميم هذه العملية الضرورية، لاسيما وأنه يمكنها أن تلعب دورا هاما في مجال محو الأمية المعلوماتية. وفي نفس السياق أبرزت أن الإتحاد الوطني للنساء الجزائريات سوف يجتهد من أجل جعل أسعار أجهزة الإعلام الآلي في متناول الجميع بعد أن تبين أن تقنية الشراء بالتقسيط لم تنجح في استقطاب المواطنين،لأنها تكلف أكثر من شرائه دفعة واحدة. ومن جهته أوضح السيد عثمان عبد اللوش (دكتور في الإعلام الآلي) أن عملية تهجير المواطنين نحو النظام الرقمي لا ينبغي أن تبقى محصورة في الإطار التجاري. كما لا يجب أن تتم دون إدخال البرمجيات المفتوحة التي تتيح السهولة في التعامل، النسخ وإمكانية التغيير على خلاف البرمجيات المغلقة التي لا تدوم لفترة طويلة، والتي تتميز أيضا بكونها تباع برخصة، علاوة على عدم إمكانية التصرف فيها. منبها إلى أن دراسة قام بها الإتحاد أظهرت أن الجزائر تعتمد على البرمجيات المغلقة في حين أنه يتعين الهجرة نحو البرمجيات المفتوحة. كما كشف الدكتور أنه تم التفكير في صيانة بعض الحواسب غير المستعملة على مستوى بعض المؤسسات الكبرى لإعطائها للعائلات. إلى جانب شروع الإتحاد الوطني للنساء الجزائريات في التحضير لرقمنة مجموعة كبيرة من الكتب، إذ من المرتقب أن تمس العملية أكثر من 600 عنوان. للإشارة انطلق مشروع "أسرتك" الأول تحت إشراف وزارة البريد وتكنولوجيات الإعلام والإتصال سنة 2006 بهدف الوصول إلى 6 ملايين كمبيوتر، إلا أن فشله في تحقيق النتيجة المرجوة جعل مشروع "أسرتك" الثاني يركز على مسعى إدخال الكمبيوتر إلى 500 ألف بيت عائلي.