استضاف نادي المسرح في عدده الثالث عشر أول أمس بقاعة الموقار، مسرحية "جرح لا يموت" لفرقة فلسطين الطلابية، من إنتاج المركز الثقافي لسفارة فلسطين في الجزائر، وذلك ضمن فعاليات الاحتفال بتظاهرة "القدس عاصمة للثقافة العربية". تحكي المسرحية معاناة الشعب الفلسطيني منذ سنة 1948، في قالب درامي وبخطاب غير مباشر لا يميل الى الطرح الإيديولوجي بقدر ما يقدم القضية في إطار إنساني شامل. قدم العرض عشرة ممثلين، منهم طفل، يجسدون كلهم دور الشهداء الفلسطينيين الذين سقطوا أمام الآلة الإسرائيلية، يخرجون فجأة من قبورهم ليعودوا ويحاسبوا إسرائيل على جرائمها. يقوم 5 شهداء فلسطينيين بمحاسبة 4 إسرائيليين، فتحاكم سيدة فلسطينية تدعى جهاد مزيان، قاضيا اسرائيليا أصدر حكم الإعدام في حقها، لا لشيء سوى لأنها تصدت لجرافة إسرائيلية حاولت اقتحام بيتها لهدمه وسلب أرضها منها لتسلم لمستوطن يهودي، ونتيجة غضبها قامت بالصعود إلى الجرافة محاولة قتل السائق. وهكذا تستمر المحاكمة التي يقوم بها الشهداء العائدون، ليظهر شهيد فلسطيني من عرب 48 حكم عليه بالإعدام لأنه قاوم المستوطنين. للإشارة، يبدأ العرض بمشهد عام للشهداء وهم نيام داخل قبورهم إلى أن يناديهم حفار القبور محاولا إيقاظهم، من خلال تذكيرهم بالأحداث التي عاشوها في فلسطين الأسيرة، ليواصل هذا الحفار دوره في المسرحية كراو... والحفار هو الذاكرة والتاريخ الذي لم يمت ويحث دائما على الاحتفاظ بهذه الذاكرة للتصدي للعدو. ديكور المسرحية كان جد بسيط، والموسيقى كانت معبرة، والأداء كان صادقا انفعل معه الجمهور رغم بساطته، إذ أن كل المؤدين هم من الهواة. وفي حديثه مع "المساء" أشار الممثل علي ترشيحاني الى أنه وكل زملائه فلسطينيون يدرسون بالجزائر، ما عدا عمر البقيرات السوري، الذي هو واحد من الزملاء العرب المتضامنين مع فلسطين "قضية العرب المركزية". وأضاف ان المسرحية من تأليف نظير حداد وهادي الزين، كتبت منذ شهرين بالجزائر وتم الشروع في التدرّب عليها في العطلة الجامعية الأخيرة، وهكذا تمكنت الفرقة من عرضها لأول مرة يوم أول أمس. أما فرقة "فرسان فلسطين"، فهي فرقة فتية لا تزال في طور الإنشاء، وهي تابعة للمركز الثقافي الفلسطينيبالجزائر. وركز مؤلف المسرحية والممثل فيها أيضا، نظير حداد في لقائه مع "المساء" على الرسائل التي تضمنها العرض والمتمثلة أساسا في رسالة المقاومة واستمرارها ما استمر الاحتلال، إضافة الى رسالة الوحدة بين أبناء شعب فلسطين، سواء من أبناء 48 أو 67 الذين يحلمون كلهم بالاستقلال الوطني وبالقدس عاصمة أبدية لها، وطبعا هو حلم كل اللاجئين الذين لم ينسوا هذا الوطن وينتهجون كل سبل المقاومة، على الرغم من اختلاف المشارب السياسية والإيديولوجية. أما سفير فلسطينبالجزائر، السيد الحوراني، فأكد بمناسبة هذا العرض، على الجهود التي تبذلها الجزائر لإنجاح تظاهرة القدس عاصمة الثقافة العربية. مشيرا الى أن الافتتاح الذي احتضنته الجزائر مؤخرا لا يقل عن ذاك المقام في رام الله. كما أعلن عن مجهودات السفارة لاستقدام الشاعر سميح القاسم إلى الجزائر ضمن هذه الفعاليات، إضافة إلى دعوة بعض الفنانين والمثقفين الفلسطينيين لحضور فعاليات مهرجان المسرح المحترف بالجزائر في ماي المقبل، كما قال أن اغلب النشاطات المقامة والخاصة بفلسطين، غالبا ما تكون ثمرة جهد بين السفارة ووزارة الثقافة الجزائرية.