أعلن الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، ابو الفضل بعجي، أمس، عن تنصيب المشرفيين الولائيين للتحضير للانتخابات المحلية المقررة في 27 نوفمبر القادم. وأشار إلى أن الحزب أخذ بعين الاعتبار بعض الطعون التي أبلغته بها السلطة الوطنية للانتخابات، مع تحفظه على أخرى، كاشفا في سياق متصل، عن إسقاط الحزب لتوقيعات مزورة في استمارات الاكتتاب، بعضها لمتوفيين وأخرى تمثل توقيعات مزدوجة. وأوضح بعجي خلال لقاء عقده، أمس، مع اجتماع مع المشرفيين الولائيين على عملية التحضير للمحليات، بالمقر الوطني للحزب بالعاصمة، أن الافلان انطلق في التحضير لاستحقاق 27 نوفمبر القادم، حيث سيقوم المشرفون الولائيون (وهم نواب، أعضاء مجلس الأمة، المكتب السياسي)، بتنصيب اللجان الولائية الانتخابية، التي تعنى بدورها بتعيين اللجان الانتخابية البلدية على مستوى القسمات، "حتى تأخذ الترشيحات طابعا دايمقراطيا، عند وصولها لقيادة الحزب للتأشير النهائي على القوائم الانتخابية البلدية والولائية، وحتى لا تكون محل انتقادات القاعدة". وأشار في هذا السياق، إلى أنه "لتفادي أية احتجاجات، تم إسداء تعليمات للمشرفين، حتى تكون اللجنة الانتخابية بالقسمات، مكونة من 3 مناضلين و3 آخرين من أنصاره المتواجدين خارج الحزب. وأبرز الأمين العام للأفلان، صعوبة الفرز والغربلة على مستوى القواعد، مستشهدا بتسجيل عمليات تزوير وخروقات قانونية مع انطلاق عملية جمع الاستمارات الخاصة باكتتاب التوقيعات، "إذ تم الوقوف على إمضاءات مزورة وأخرى لأشخاص متوفين، مع وجود عدد من التوقيعات المزدوجة ببعض الولايات". ونبه بعجي إلى أن جميع المناضلين الذين ترشحوا في مواعيد سابقة، خارج الحزب، تم إقصاؤهم وليس لهم الحق في الترشح للمحليات المقبلة ضمن قوائم الأفلان، وفقا للمادة 18 من القانون الأساسي. وفي رده على أسئلة "المساء"، الخاصة بالتدابير الاحترازية التي أخذها الحزب بعين الاعتبار، حتى لا تتكرر عملية إسقاط عدد كبير من الأسماء بالقوائم الانتخابية، على ضوء التحقيقات الأمنية التي أظهرت عدم تطابق ملفات المترشحين مع قانون الانتخابات الجديد، ذكر بعجي أن العديد من الأحزاب تحفظت على طريقة الطعون التي قدمتها السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، فيما يتعلق معالجة الملفات، غير أنه لفت إلى أن الحزب حريص على اختيار مناضلين تزكيهم القواعد خارج معايير الشكارة التي كانت القاعدة في الماضي القريب، على حد تعبيره. وبخصوص الخطة التي سيعتمدها الحزب بمنطقة القبائل، التي أحرز فيها نتائج متقدمة في التشريعيات الأخيرة، قال بعجي، "إن هناك خطة بديلة سيعتمدها الافلان للحفاظ على تواجده بالمجالس المنتخبة المحلية بهذه المنطقة"، موضحا أن "القيادات المشرفة على الانتخابات المحلية بتيزي وزو وبجاية انطلقت في عملها وهي في جاهزية تامة لهذا الموعد". وبشأن تعاطي نواب الحزب بغرفتي البرلمان مع مخطط عمل الحكومة، أكد بعجي بان هؤلاء لهم الحرية الكاملة في مناقشة المخطط وإثرائه في الجوانب التي يرونها مناسبة. ولدى تطرقه للوضع الداخلي الحزب، قلل بعجي من الانتقادات التي يوجهها له معارضوه، وربطها ب "مصالح شخصية أكثر منها سياسية"، موضحا أنه يحظى بالشرعية التامة التي منحها له أعضاء اللجنة المركزية. كما كشف عن استعداد الحزب لتنصيب اللجنة الوطنية للتحضير للمؤتمر القادم، بعد الانتهاء من الانتخابات المحلية القادمة، مشيرا إلى أن هذه اللجنة سيدة في اختيار قيادات جديدة في إطار القانون الأساسي والنظام الداخلي للحزب.