شدد والي وهران، سعيد سعيود، على ضرورة تدارك التأخر المسجل في مرافق إنجاز المركب الأولمبي ببلقايد، والتسريع في وتيرة الأشغال، لاستلامه في الآجال المحددة له نهاية العام الجاري 2021، رافضا أي تأخير وتبريرات مستقبلا، في أي منشأة من المنشآت الموجهة لاحتضان ألعاب البحر الأبيض المتوسط في صائفة 2022 بوهران. أبدى الوالي وهران سعيود، امتعاضه الشديد من سيرورة الأشغال ببعض المشاريع الرياضية، والتي كان من المنتظر أن تسلم قبل الموعد المتوسطي بسنة، لإجراء التجارب على جاهزيتها، والوقوف على نقائصها لتصحيحها في وقتها، وحمل الوالي المؤسسة الصينية "أم.سي.سي" مسؤولية تأخر تسليم المركب الأولمبي الجديد، مبديا استياءه من تثاقل الأشغال على مستواه، بعدما دخل مرحلته الأخيرة قبل تسليمه، رافضا تبريرات المسؤولين الصنيين بتداعيات جائحة "كورونا" التي ضربت أكثر من نصف تعدادهم العامل، بحسبهم، وإلحاحهم على قبض ما قالوا عنها، مستحقاتهم المالية، لتحفيز مؤسستهم على المضي قدما لاستكمال ما بقي من أشغال. رد المسؤول التنفيذي الأول في غرب البلاد بصرامة على ما سمع من المسؤولين الصينيين، ووضعهم أمام واجباتهم عندما خاطبهم قائلا: "لا يوجد مشكل مالي، ولا يوجد خلاف، فقد تمت تسوية كل الإشكاليات المالية، وفي الاجتماع الأخير، تكلمنا على كل الأمور، والسلطات العمومية أخذت كل مشاكلكم بعين الاعتبار، من خلال إعادة تقييم مختلف العمليات النوعية باحتضان ألعاب البحر الأبيض المتوسط في مدينة وهران، وتسريح القيم المالية الضرورية، وخصصت غلافا ماليا قُدر ب2.4 مليار دينار لإتمام أشغال مختلف هياكل المركب الرياضي، ونحن نستند على العقود المبرمة، أما غير ذلك، فلا يمكن لي الحديث عنه الآن". أضاف: "تدخل الوزير الأول السيد أيمن عبد الرحمان، ووضع كل الأموال تحت تصرفكم، وجند الجميع، وكل المصالح المعنية لاتخاذ كل الإجراءات المستعجلة لتجسيد كل هذا، فما عليكم سوى حل مشاكلكم، واربطوا الوصل مع الأطراف المعنية من مكتب دراسات، والجهة التي تتولى الإشراف، لإتمام كل ما هو منصوص عليه في العقود". أعطى سعيود تعليمات صارمة لمسؤولي المؤسسة الصينية "أم سي.سي" بتدعيم ورشات العمل باليد العاملة، محذرا إياهم ب"اتخاذ الإجراءات اللازمة إن يقيت الأمور جامدة، فأنا لا أقبل أن أجد الورشات في هذه الحالة، وسأعود لمعاينتها بعد أيام، وأقف على مدى جديتكم من عدمها"، ختم الوالي بلهجة حادة. استحداث فوج عمل وإلحاح على تدارك التأخر في تصريح له بعين المكان لوسائل الإعلام، كشف الوالي عن قرار استحداث فوج عمل يترأسه شخصيا، للوقوف على كل النقائص، والعمل على حلها بسرعة، لتجنيب مزيد من التأخير في الأشغال، وتابع: "لن يكون هناك عقبات مالية مستقبلا لاستكمال مرافق المركب الرياضي، فقط إشكالات ذات طابع تقني شرعنا في تسويتها، وسأكثف من زياراتي إلى ورشات المشروع المتوسطي، وعقد اجتماعات يومية، نتطرق فيها إلى كل الجوانب والإشكاليات، ومناقشتها مع القطاعات المعنية، وإجراء تقييم شامل للمسار التحضيري، وقد طلبنا من المؤسسة الصينية تدارك تأخرها، بعدما حلت كل العقبات المالية". وقد ختم: "نحن نعترف أن المركب الأولمبي الجديد شهد تأخرا كبيرا، لكن نحن عازمون على تجاوز كل المشاكل والعوائق لتسليمه في موعده المحدد". القرية المتوسطية تشارف على التسليم أكد سعيود على أن الأشغال بالقرية المتوسطية دخلت مرحلتها الأخيرة، باقتناء العتاد والتجهيزات اللازمة التي تحتاجها مختلف مرافقها، وهي العملية التي ستتكفل بها مديرية الشباب والرياضة، مطمئنا بأن هذا الشق الأخير لن يأخذ وقتا طويلا. للتذكير، فإن المركب الأولمبي الجديد ببلقايد، يشتمل على ملعب أولمبي بسعة 40.000 مقعد، وملعب لألعاب القوى بطاقة 4.200 مقعد، وقاعة متعددة الرياضات بطاقة استيعاب 7.200 متفرج، إضافة إلى مركز مائي بثلاثة مسابح، كل هذه المرافق موجهة لاستضافة وهران الطبعة 19 لألعاب البحر الأبيض المتوسط من 25 جوان إلى غاية 05 جويلية 2022، ويشارك فيها ما لا يقل عن 4 آلاف رياضي في 23 اختصاصا.