رد الدكتور جمال يحياوي مدير المركز الوطني للأبحاث التاريخية في الحركة الوطنية وثورة 1 نوفمبر 1954 أمس ردا موجعا على المشككين في عدد شهداء الجزائر إبان الثورة التحريرية أو في معركتها مع فرنسا طيلة الاحتلال. بداية أشار المتحدث وفي هدوء تام إلى أن الرد على هؤلاء خاصة ممن ينتسبون إلى المدرسة الكولونيالية يكون أفضل عندما يكون ردا علميا لا غبار عليه وقال »ردنا الأكاديمي هو ما وقع من معارك يومية طاحنة أثناء الثورة التحريرية بما فيها من غارات جوية وقنبلة ونحن نقدم عدد الضحايا وفق الإحصائيات الفرنسية لتلك الفترة المسجلة والتي لا يمكن أن تنكرها فرنسا اليوم، يكفي فقط أن نذكر احدى المعارك الكبرى وهي معركة »جومال« التي استهدفت منطقة القبائل الصغرى والكبرى والتي خصص لها 60 ألف جندي فرنسي ومئات المظليين، و25 الف من المرتزقة، و25 ألف حركي ( قوات إضافية) وبوارج بحرية وطيران ومدفعية ثقيلة.. واستمرت المعركة 3 أشهر أتت على الأخضر واليابس«. يرى الدكتور يحياوي أن رقم مليون ونصف شهيد في 7 سنوات ونصف من الثورة قليل جدا بالمقارنة بعدد الضحايا الحقيقي. أما شهداء حوادث 8 ماي 1945 التي يتشدق البعض اليوم بأن عددهم أقل أو لا يفوق 17 ألف شهيد، فإن الحقيقة التاريخية تقول وحسب الوثائق أن عدد 45 الف كان في اليوم الثاني من الأحداث حسب مراسلة موثقة لأحد الصحفيين الأمريكيين الذي غطى الأحداث، في حين أن هذه الأخيرة استمرت عبر كامل التراب الوطني تقريبا إلى نهاية شهر ماي 1945، وأوضح المتحدث أن الدراسات التاريخية والأبحاث التي قام بها بعض المؤرخين الجزائريين بدلائل موثقة تبين أن عدد شهداء 1945 بلغ 70 ألف شهيد. من جهة أخرى؛ تناول هذا المؤرخ رفقة »المساء« موضوع الحصص التاريخية التي تنجزها بعض الفضائيات العربية عن تاريخ الجزائر، معتبرا اياها غير نزيهة ولاتحمل المصداقية، لا لشيء سوى لضرب الجزائر وسمعة تاريخها، ومن تلك الأشرطة مثلا شريط عن الأمير عبد القادر، وآخر عن مصالي الحاج، وعن الثورة عموما، مؤكدا أن بعض القنوات حتى الأجنبية منها تطلب اجابات مسبقة من المتدخلين، وتسمي المشاركين في الحصة بالدكاترة وهم لم يرتقوا لهذه الدرجة العلمية أو أن يقدم أحدهم تحليلا عن هذه الفترة التاريخية وهو مختص في العصر الوسيط، علما أن اختصاصه يخفى عن المشاهد العادي وهكذا تبث السموم ويبث معها التشكيك، انه التعدي السافر على ذاكرة الجزائر وشعبها الذي لم يضحَ شعب في التاريخ مثله منذ أن وطئت أقدام فرنسا أرضه، وهنا توقف الدكتور يحياوي ليسرد ل »المساء« بعض الجرائم التي لم يتعرض لها الإعلام الأجنبي والتي منها سلب ملايين الأموال من خزينة الداي ومن خيرات الجزائر مع بداية الاحتلال وارتكاب أفظع المجازر التي لم يذكرها التاريخ كمجزرة »العوفية« بمنطقة الحراش وبراقي والتي اقترفها الجنرال »روفيقو« وقتل في يوم واحد 12 ألف جزائري عام 1832 وأعدمت قرية كاملة في مغارة بالدخان، وبذلك تكون فرنسا أول دولة مستعملة للغاز في إبادة الشعوب في القرن ال (19)، ناهيك عن بيع عظام الجزائريين لمصانع السكر في الداخل والخارج واستخدام الأسلحة النووية والتعذيب والتعدي على اللغة والحضارة وغيرها.. الأمر الذي جعل الفرنسيين اليوم يخجلون من أجدادهم، ويضحكون على قانون 23 فيفري.