عادت الحيوية إلى قصر الرياضات "حمو بوتليليس" بوهران، بعد أكثر من عامين على إغلاقه وخضوعه لتهيئة واسعة على مختلف مرافقه، فخرج بحلة جديدة جميلة، استحق بها احتضان مبارتي الكأس الممتازة للرجال والسيدات، وتجريبه للحدث الدولي الهام، الذي يترقبه الرياضيون الجزائريون، ومعهم المنتمون لحوض المتوسط، باستضافة مدينة وهران الطبعة 19 من ألعاب البحر الأبيض المتوسط، من 25 جوان إلى 05 جويلية 2022. كان، أول أمس، يوما رياضيا بامتياز، أعاد ذكريات الزمن الجميل لكرة اليد الجزائرية بقصر الرياضات، الذي كان، فعلا، قصرا للعبة وممارسيها وهواتها، وذلك بحضور الجماهير، التي سمح لها بولوج قاعة اللعب لكن شريطة تقديم بطاقة التلقيح؛ تنفيذا للبرتوكول الصحي الصارم الذي أُلزمت به وزارة الشباب والرياضة، والقرار الصادر عنها منذ بضعة أسابيع، والقاضي بإعادة فتح مدرجات الملاعب والقاعات الرياضية أمام الجماهير الرياضية، وكانت تلك المرة الأولى التي تفتح فيها منافسة رياضية في الرياضات الجماعية للجمهور، منذ مارس 2020. وللإشارة، فإن منافسة الكأس الممتازة لهذا العام، كانت نسخة استثنائية؛ على اعتبار أنها تجمع، في العادة، بين حامل لقب البطولة الوطنية والمتوج بكأس الجزائر، لكن المنافسة الأخيرة ألغيت في الموسمين الماضيين بسبب جائحة "كورونا"، مما جعل الاتحادية الجزائرية لكرة اليد، تقرر تنظيم الكأس الممتازة بمشاركة بطلي موسم (2019 2020)، ونائبيهما لنفس الموسم. وقد أشرف والي وهران سعيد سعيود بمعية أعضاء من السلطة التنفيذية المحلية ومحمد عزيز درواز، محافظ الألعاب المتوسطية 2022 بوهران، على منح الكؤوس والميداليات للمتوجين في جو بهيج. شبيبة الساورة 23 - أمل سكيكدة 22.. غزلان الصحراء يفاجئون.. حقق نادي شبيبة الساوة مفاجأة من العيار الثقيل، لما تُوج بالكأس الممتازة للرجال على حساب شبيبة أمل سكيكدة بنتيجة (23/22) ،الشوط الأول (12/11)، في المباراة التي لُعبت بقصر الرياضات "حمو بوتليليس" بوهران. واختطف نادي الساورة الكأس الممتازة في الوقت القاتل، بفضل لاعبه صفوان مرازقة، الذي أودع كرة هدف غال، كان عنوانه أول لقب يدخل خزائن الفريق بعد أربع سنوات فقط من تواجده في القسم الأعلى لكرة اليد الجزائرية. ولتحقيق هذا المبتغى أظهر غزلان الصحراء تصميما كبيرا بدون اهتزاز نفسي بالنظر إلى وزن المنافس أمل سكيكدة، الذي يُعد من خيرة أندية اللعبة في البلاد، وهو ما تبين من خلال وقائع الشوط الأول، الذي كان متكافئا بين الفريقين؛ إذ لم يتسن لأحدهما الابتعاد بفارق مريح في الأهداف عن الآخر، فكانت الدقائق الأولى عنوانا للتعادلات المتكررة (3/3 في الد5)، و(6/6 في الد15)، و(7/7 في الد6)، قبل أن تحل الدقيقة 17 التي سجلت ثالث تفوق للساورة، لكن بفارق ثلاثة أهداف (9/7). وقد ساهمت صلابة الحارس الهاشمي دورا في التقدم الوقتي، لكنه استسلم لردة فعل السكيكديين بعدما استفادوا من وقت مستقطع، ونصائح مدربهم فاروق دهيلي؛ إذ نجحوا في تعديل النتيجة (11/11 عند الد29)، قبل أن يضيّعوا هذا التساوي ثواني بعد ذلك، حيث انتهى الشوط الأول للساورة بواقع (12-11). الشوط الثاني سار عكس منوال الأول؛ حيث عادت سكيكدة بقوة في دقائقه الأولى؛ إذ سجل اللوح الإلكتروني تفوّق الأمل بنتيجة (14-13 في الد35 )، و(16/13 في الد39)، و(18/15 في الد45)، و(19/17 في الد47)، قبل أن تحل الدقيقة 57 التي رسّمت تعادل الفريقين بواقع (21/21)، بعد عودة قوية من نادي الساورة رغم طرد أحد ركائزه المهمة، اللاعب بوترة، ليقلب غزلان الصحراء الطاولة نهائيا على السكيكديين في الثواني الأخيرة من اللقاء بفضل توغل ناجح للظهير مرازقة، أودع على إثره كرة غالية وقاتلة في نفس الوقت في مرمى الحارس بوسهال، مكن بها فريقه من الفوز، وباستحقاق، بالكأس الممتازة بواقع (23 /22). تصريحات: مدرب الساورة إلياس بسطنجي: "صحيح أننا لم نكن مرشحين؛ إذ نافسنا فريقا هو المرشح للفوز بالكأس، لكن هذا خفف الضغط عنا. ولا أخفي أننا كنا مصممين على الفوز بالمباراة ونيل أول لقب تاريخي لنا في مشوار فريقنا. وأشكر أشبالي على عطائهم الغزير فوق البساط. وهدفنا اللاحق هو تمثيل حسن لكرة اليد الجزائرية في البطولة العربية بتونس". مدرب ش.شكيكدة فاروق دهيلي: "كانت مباراة جيدة، لعبت على بعض الجزئيات. ضيعنا كرة ثمينة استفاد منها منافسنا ليفوز باللقاء. ورغم ذلك أنا راض عن أداء فريقي، خاصة الشباب منهم، الذين منحتهم فرصة الارتقاء إلى التشكيلة الأولى، وأنا متفائل بهم، وأتمنى أن نكون في أحسن حال مستقبلا. وأهنئ نادي الساورة على تتويجه بالكأس الممتازة". محافظ الألعاب المتوسطية بوهران محمد عزيز درواز: "مبارتا الكأس الممتازة كانتا فرصة تجريبية مهمة لقاعة قصر الرياضات "حمو بوتليليس"، تحسبا لألعاب البحر الأبيض المتوسط القادمة بوهران. هذا الحدث نجح بتضافر جهود الجميع. أما فنيا، فالمستوى المقدم اليوم، بعيد عن المستوى الحقيقي لكرة اليد الجزائرية، ولكن هو استئناف بعد توقف طويل عن النشاط، وانطلاقة متجددة لها". عبد الكريم بن جميل (رئيس اللجنة المؤقتة لاتحادية كرة اليد): "أنا سعيد جدا باستضافة هذا الحدث الرياضي، والنجاح فيه بحضور الجمهور، والسلطات المحلية. وأشكر كل الأطراف التي ساهمت بقوة في إنجاح تنظيم الكأس الممتازة، التي كانت استعدادا مثاليا من الفرق الجزائرية التي شاركت فيها، للبطولة العربية بتونس، وطبعا كان هذا الحدث تجريبيا للألعاب المتوسطية القادمة بوهران". إبراهيم بوناظر (عضو فيدرالي سابق): "كان حدثا مهمّا احتضنه قصر الرياضات بوهران، ونجح المنظمون فيه بفضل الجهود المبذولة من طرف الجميع. وقد شهدنا، اليوم، استثناءين اثنين؛ حضور الجمهور، وتتويج شبيبة الساورة. والحقيقة، لا يمكن تقييم دقيق لمستوى الفرق والمبارتين؛ فهي البداية، وأتمنى أن تكون أفضل في المستقبل".