كشفت مؤسسة "الشيخ عبد الكريم دالي"، في بيان صحفي، عن تأجيل الدورة الثالثة من المسابقة الوطنية لأحسن صوت غنائي أندلسي يتوج بجائزة "عبد الكريم دالي"، إلى الفترة الممتدة من 21 إلى 25 فيفري 2022، الذي سيتزامن مع الذكرى الرابعة والأربعين لوفاة دالي. كان من المقرر تنظيم هذا الحدث في الفترة الممتدة من 15 إلى 19 نوفمبر 2021، لكن بعد قرار الوصاية برفع الحجر الصحي الشامل، فكرت المؤسسة في تنظيم حفل واقعي غير افتراضي، وهو ما يتطلب وقتا أطول للتحضير والاستعداد للحفل. كانت المؤسسة قد أعلنت عن قائمة المرشحين المختارين لنهائي الطبعة الثالثة من جائزة "الشيخ عبد الكريم دالي" دورة 2021، حيث أسفر اجتماع أعضاء لجنة التحكيم برئاسة السيد نور الدين سعودي، عن ثمانية أسماء مرشحة للفوز بجائزة الشيخ عبد الكريم دالي، ويتعلق الأمر بكل من محمد حسيني، يوسف نوار، نسيمة حفاف، أسماء حمزة، لمين سعدي، طارق أمير المشري، غفران بوعاش ونوفل رمضان. تقوم مؤسسة "الشيخ عبد الكريم دالي" منذ تأسيسها في 2008، بتنظيم أنشطة وأحداث ثقافية وفنية، بهدف الحفاظ على التراث الموسيقي الجزائري، لاسيما في ما يخص الموسيقى الجزائرية الكلاسيكية، أو المسماة أيضا بالموسيقى الأندلسية، على اختلاف مدارسها، وتكرم روادها، وتشجع المواهب الجديدة. من بين أهم أنشطتها التي تشرف عليها رئيسة المؤسسة وهيبة دالي، تنظيم جائزة "عبد الكريم دالي"، التي تعنى باكتشاف مواهب جديدة شابة في مجال الأغنية الأندلسية. وهذه الجائزة تنظم مرة كل عامين. وآخر دورة كانت في 2018. وفاز بها المغني الشاب للموسيقى الأندلسية عبد الوهاب بحري أمام تنافس تسعة مشاركين. للتذكير، الشيخ عبد الكريم دالي (1914- 1978)، صاحب أغنية الجزائريين أيام العيد "مزينو نهار اليوم"، الذي يعتبره المختصون موحد مدارس الموسيقى الأندلسية الجزائرية (تلمسانوالجزائر العاصمة وقسنطينة)، استطاع بفضل دخوله عالم الفن في سن مبكرة، وتنقله المستمر بين مدينتي تلمسانوالجزائر، أن يجمع ويؤلف بين المدرستين. وقد كون عبد الكريم دالي معارفه الموسيقية، بفضل احتكاكه بالعديد من المعلمين، فضلا عن انضمامه لعدة فرق موسيقية، وكان يملك موهبة فذة، حيث كان يعزف على جميع الآلات الموسيقية، وتميز بصوت لا يضاهَى. وُلد عبد الكريم دالي بتلمسان سنة 1914، لعائلة جزائرية ذات أصول تركية نزحت خلال فترة الحكم العثماني. أول من اكتشف مواهبه، هو الشيخ عمر بقشي، الذي علمه مبادئ الموسيقى الأندلسية. وواصل رحلته الموسيقية مع عبد السلام بن ساري، أخ العربي بن ساري، ومع الشيخ يحيى بن دالي، الذي كان يمثل حينئذ الموسيقى الغرناطية. وعزف على آلة المندولين، ثم على الكمان والناي، وأخيرا على العود. وانضم لأهم الفرق آنذاك، وهي فرقة العربي بن ساري؛ إذ أدى أغاني أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب، بعدها واصل مسيرته مع رضوان بن ساري (ابن العربي)، ثم انضم لفرقة الشيخة طيطمة. سجل سنة 1938، ما يقارب عشرين أسطوانة في شركة "ألجيريافون" (Algériaphone)، وقدم عروضا مع فرقة إذاعة الجزائر تحت قيادة محمد فخرجي، ثم انضم إليها نهائيا سنة 1952. وشارك في إنجاز أنطولوجية الموسيقى الأندلسية، حيث قام أيضا بتسجيل نوبات مدرسة تلمسان.