يحتضن قصر المعارض بالعاصمة من 12 إلى 15 ماي الجاري المعرض الدولي التاسع للإنتاج والعتاد الفلاحي الذي ينتظر أن يشارك فيه181 عارضا أجنبيا من متعاملين ذوي شهرة عالمية بقوا أوفياء لهذا الموعد الفلاحي الهام بمشاركة منتظمة، إضافة إلى عارضين جزائريين بلغ عددهم هذه السنة 73 عارضا. ومن المتوقع أن يحظى فرعا إنتاج الحليب ومشتقاته وتربية الدواجن بالقسط الأكبر من الاهتمام، حيث خصص لهما ملتقيان خاصان سيجمعان ممثلين عن الوزارة المعنية والمتعاملين من صناعيين ومربين. وحسب رئيس مؤسسة "فلاحة اينوف" التي تشرف على تنظيم المعرض تحت الرعاية السامية لوزير الفلاحة والتنمية الريفية، فإن الطبعات الماضية أثمرت مفاوضات جدية بين المتعاملين المحليين ونظرائهم الأجانب أدت إلى إقامة عدة شراكات دائمة. وفي هذا الشأن، فإن أزيد من 30 شركة أجنبية استثمرت في الجزائر منذ سنة 2001 السنة التي بدأت فيها طبعات هذا المعرض وذلك في مجالات الإنتاج والصحة والتغذية الحيوانية. وحسب السيد أمين بن سمان رئيس مؤسسة "فلاحة اينوف" الذي نشط أمس ندوة صحفية بقصر المعارض بحضور مدير الإنتاج الحيواني بوزارة الفلاحة إلى جانب متعاملين من فرع الحليب وتربية الدواجن فإن تنظيم ملتقيين خاصين بفرع الحليب ومشتقاته وفرع تربية الدواجن بالموازاة مع معرض "سيمام" التاسع جاء اعتمادا على ما جاء في خطاب رئيس الجمهورية بولاية بسكرة شهر فيفري الماضي والمتعلق بسياسة تجديد الاقتصاد الفلاحي والتجديد الريفي والذي حث فيه على ضرورة حماية الإنتاج الوطني باعتماد السبل التي تخلص الاقتصاد الوطني من التبعية الخارجية. واغتنم ممثلو مربي الدواجن ومنتجو الحليب فرصة وجودهم أمس لطرح مشاكل القطاعين وعرض الوضعية التي تحتاج إلى إعادة نظر وتكفل جدي ليس من طرف الدولة فحسب بل كل الأطراف المعنية. ورأى منتجو الحليب أن مستقبلهم لا يزال يسوده الغموض بعد أن قضت بدرة الحليب المستورة من الخارج على كل جهودهم وطالبوا بإيجاد سبل ناجعة للنهوض بالإنتاج المحلي للحليب والتخلص من المسحوق الذي يكلف الدولة فاتورة باهظة جعلت من الجزائر ثاني دولة مستورة لهذه المادة عالميا. أما مربو الدواجن فقد دعوا من جهتهم إلى اغتنام فرصة انعقاد الملتقى المقرر يوم 14 ماي الجاري لتشريح وضعية هذا الفرع الهام الذي يخسر 40 بالمائة من إمكانياته الإنتاجية ووضع إستراتيجية جديدة للنهوض به إضافة إلى مطالبة الدولة بالاهتمام بتربية الدواجن وإعفائهم من الرسم على القيمة المضافة والمقدر ب17 بالمائة من الإنتاج. ويرى رئيس الجمعية الوطنية لمربي الدواجن من جهته أن المشاكل الأساسية التي تحول دون نهوض هذا الفرع والإنتاج المحلي هي المنافسة غير الشرعية للمنتوجات المستورد إضافة إلى غياب أغذية الدواجن التي تأتي 92 بالمائة منها من الخارج. واعترف ممثل وزارة الفلاحة (مدير الإنتاج الحيواني) بأن هذا الفرع بقي مهمشا لسنوات ولكنه في صدد إعادة البعث من جديد. وأرجع ممثل وزارة الفلاحة ذلك إلى الفوضى العارمة التي تسود هذا القطاع وغياب التنظيم، داعيا أصحاب هذه المهنة إلى تنظيم أنفسهم ثم طرح انشغالاتهم أمام الوصاية وتقديم اقتراحاتهم. وأوضح المتحدث أن مصالحه سجلت لدى العديد من المربين انعدام شروط تربية الدواجن التي يستوجب العمل بها وهذا طبعا -يضيف المتحدث- يؤدي إلى الخسارة المسجلة لدى المربين.