انتقد الدكتور الطاهر حجار رئيس جامعة الجزائر الترتيب العالمي للجامعات، معتبرا أنه ناتج عن اعتبارات سياسية لا تخضع إلى أي مقياس أكاديمي، في إشارة إلى الرتبة التي تتحصل عليها الجامعة الجزائرية مقارنة بنظيراتها من الجامعات في العالم، وفق تصنيف الهيئات الدولية. وأكد السيد حجار خلال إلقائه محاضرة بعنوان "جامعة الجزائر.. الواقع والآفاق" أمس، بمركز الشعب للدراسات الاستراتجية، بمناسبة الذكرى المئوية لإنشاء جامعة الجزائر، أن الجامعة لم تقدم طعونا ولن تقدمها لأن الكثير من الإنجازات الأكاديمية حصلت خلال الفترة الاستعمارية، منوها في هذا السياق بالإنجازات الأخرى التي ظهرت بعد الاستقلال وبروز العديد من الأسماء الفعالة على الساحة الدولية الذين كانوا من نتاج الجامعة الجزائرية، وقال حجار في هذا الصدد أنه كان بإمكان جامعة الجزائر أن تفعل مثل جامعة القاهرة عندما احتجت على ترتيبها وصعدت إلى الرتبة 400 بعدما احتلت الرتبة ال4000، بحجة أن أحد خرجيها تحصل على جائزة نوبل، مؤكدا في اتجاه آخر أن جامعة الجزائر تخرج منها ثلاث شخصيات تحصلت على الجائزة، وأنه لو لوحت بالطعن لصعدت إلى المراتب الثلاثين الأولى، لكنه جدد رفضه لذلك خشية أن يفهم ذلك تمجيدا للاستعمار. وكشف الدكتور بالمناسبة عن آفاق الجامعة الجزائرية التي تصب في خانة البحث عن الطفرة النوعية معلنا عن توقيع جامعة الجزائر لاتفاقية مجانية أول أمس، مع شركة عالمية لم يشأ ذكر اسمها ستزود كل الطلبة بنظام ال"وي في" مع الدخول الجامعي 2009 / 2010 لتمكينهم من خط "وي في" يحتوي على كل المعلومات الخاصة به، كما سيمنح لكل طالب عنوان الكتروني، فضلا عن البطاقة المغناطيسية المتعددة الاستعمال سواء في الكلية، المكتبة، النقل أو المنحة ومن المرتقب أن توسع العملية بداية من الموسم الجامعي القادم. وأفاد حجار أن المبنى الجديد والعصري لكلية علوم الإعلام والاتصال سيفتح أبوابه بداية من الموسم الداخل بعد إنهاء آخر الروتوشات خلال هذه الصائفة، وأكد أنها مزودة بأحدث الأنظمة الرقمية، وتحتوي على محطة تلفزيونية ومحطة إذاعية رقميتين تضاهي أجهزتها تلك الموجودة بالتلفزيون الجزائري والإذاعة الجزائرية. فيما سيتم اليوم اختيار الشكل الهندسي لكلية الآداب واللغات في مسابقة دولية، وتبقى كليات الطب الحقوق في طور الإنجاز وتم عرض الرسم الهندسي للكليتين حيث ستتبنى شركة أوراسكوم للبناء أحد القطبين الهامين. وطمأن رئيس الجامعة طلبة كلية الطب وأوليائهم حيث استبعد خطر السنة البيضاء، وقال أن طلبة كلية الطب يزاولون حاليا دراستهم بطريقة عادية وطبيعية ولا داعي للتخوف من السنة البيضاء، مؤكدا أنه سيتم "تنظيم امتحانات في أواخر شهر جويلية لتدارك التأخر الذي سجل نتيجة الإضراب الذي شنه أساتذة الكلية. وكان أساتذة كلية الطب قد دخلوا منذ شهر أفريل الماضي في إضراب تم أثناءه مواصلة تدريس الطلبة دون تنظيم امتحانات نهاية السنة الدراسية الجامعية لفائدتهم ويطالب أساتذة كلية الطب بإعادة تثمين علاوة يتقاضونها. وذكر السيد حجار في هذا الشأن بأنه قد اتفق مع مسؤولي الكلية بعدم إنهاء دراسة السنة الجامعية يوم 4 جويلية المقبل قصد تنظيم امتحانات السنة الجامعية ما بين 15 و20 جويلية المقبل. وأشار حجار إلى أن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ليست معنية بمطلب إعادة تثمين العلاوة مما أدى بها إلى رفع دعوى قضائية ضد المضربين وفصلت العدالة لصالحها بإلغاء الإضراب لأنه غير صحيح شكلا. ومن جهة أخرى أكد السيد حجار أن وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات قد استجابت لمطلب الأساتذة وقامت بتحضير مشروع مرسوم وزاري بهذا الخصوص ويوجد حاليا لدى الأمانة العامة للحكومة، ينتظر المصادقة عليه.