نظمت الجمعية الشبانية للبيئة والسياحة لولاية تلمسان، مؤخرا، جولة علمية للاستكشاف البيئي تحت شعار "اكتشف بلادك واحمِ طبيعتك"، ضمن برنامجها لتشجيع السياحة البيئية، ورفع مستوى المعرفة البيئية عند الشباب، حيث شملت الجولة الغابات والجبال والأودية في المنطقة. وذكر مفوض البيئة في الجمعية مهدي عقباني في هذا الإطار، أن الجمعية حملت على عاتقها مهمة التعريف بما تتميز به الولاية من تنوع إيكولوجي يطبعه تعدد أصناف الأشجار الموجودة بها، لا سيما المثمرة والغنية بالفواكه الجبلية، والتي تحتاج مرتفعات ومناخا محددا لنموها، بالإضافة إلى العديد من أصناف النباتات، لا سيما العطرية التي تُستخدم في الطب البديل على غرار الضرو. أوضح المتحدث في تصريح خص به "المساء" قائلا: "إننا نتطلع من خلال هذا النوع من الخرجات، إلى تأهيل مجموعة من المرشدين لقيادة التوعية بأهمية البيئة. ونسعى إلى تكثيف النشاطات البيئية التي تعزز الوعي والثقافة البيئية بين أفراد المجتمع، لا سيما الشباب، خصوصا عند جيل بات يفتقد لجميع المفاهيم المتعلقة بأهمية الحفاظ على البيئة، والتي لا بد أن تتم من خلال استكشافها ومعرفة ما تخزّنه، والفائدة من حمايتها، وخصوصا أن ما يضرها يضرنا مباشرة". كما أضاف عقباني أن الهدف من هذه المبادرة، هو ترسيخ مفهوم السياحة البيئية، وتعزيز التواصل الإيجابي بين الجمعيات الناشطة في حماية البيئة لمختلف الولايات المجاورة والمجتمع المحلي الناشط، كذلك، في السياحة، قائلا إن عمل الاثنين متكامل، ولا بد أن يكون وفق مسار واحد لإنجاح المهمة في ترسيخ ما يُعرف بالسياحة البيئية، ووضع ودراسة مشاريع مشتركة تخدم أبناء المنطقة والبيئة التي يعيشون فيها. وعرفت الخرجة التي انطلقت من قلب المدينة نحو منطقة الأوريط، حضور العديد من الفرق الشبابية الناشطة في مجال حماية البيئة وأعضاء من الكشافة الإسلامية من مختلف الولايات المجاورة، في حين أكد المنظمون على أهمية تكثيف هذا النوع من الخرجات في إطار حملات التحسيس، التي تحث على ضرورة التواصل البيئي، من خلال تشجيع السياحة المحلية، خصوصا في مثل هذه المناطق التي تزخر بثروات نباتية وكذا حيوانية، تمكن الشباب من معرفة ما تخفيه الطبيعة من جمال وخيرات. وبقاؤها مرتبط بمدى وعينا وثقافتنا البيئية. وقال عقباني إن الكثير من شباب اليوم لهم فضول الاستكشاف، خصوصا بعد دخول قاموسهم مفهوم التخييم والخرجات البسيطة المنظمة من طرف مجموعات للتخييم في غابة أو على شاطئ البحر، ردت كثيرا الاعتبار لمفهوم الاسترخاء في أحضان الطبيعة، لكن، في نفس الوقت، الطبيعة مهددة بذلك، وهذا إذا ما اقترنت تلك الخرجات بسلوكات مشينة على الطبيعة؛ بترك مخلفات وأوساخ تسيء للمكان من جهة، وتضر بسلامة الطبيعة من جهة أخرى، موضحا أن هذه الظاهرة ليست وليدة اليوم، لكن أكثر ما أصبح اليوم يكشفها، مواقع التواصل الاجتماعي، التي باتت تتداول صورا لأماكن زارها سياح، خلّفوا فيها الكثير من القمامة! وأضاف: "اليوم، لا بد من الاعتماد على مواقع التواصل الاجتماعي للترويج السياحي، والتثقيف البيئي؛ استعدادا لمرحلة ما "بعد كورونا"، لإعادة بعث السياحة المحلية، والنهضة بهذا القطاع، الذي كثيرا ما تضرر بالأزمة الصحية الراهنة.