جددت جبهة البوليزاريو موقفها الرافض لمخطط الحكم الذاتي المغربي الذي تسعى الرباط إلى فرضه كحل وحيد للنزاع في الصحراء الغربية.وأكد محمد الأغظف عوا السكرتير الأول بالسفارة الصحراوية بالجزائر خلال ندوة نشطها نهاية الأسبوع بجامعة الاغواط في إطار تظاهرة التضامن الجزائري - الصحراوي على هذا الموقف من منطلق رفض جبهة البوليزاريو لكل سياسة أمر واقع تريد الرباط فرضها عليها تحسبا لأية مفاوضات مباشرة محتملة بينهما. وقال الدبلوماسي الصحراوي أن "محاولة فرض مخاطب وهمي كبديل عن جبهة البوليزاريو في تمثيل شعبها يصنف في خانة الحملات اليائسة والتي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تثمر في شيء". وركز الأغظف على "التطورات الحاصلة في الموقف المغربي" معتبرا أن هذا الأخير "أبدى تراخيا في درجة تمسكه بمبدأ الحكم الذاتي بعد أن تيقن من استحالة تمريره وأضحى يناور من أجل الحيلولة دون فرض آلية عمل لبعثة الأممالمتحدة لتنظيم استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية "مينورسو" خاصة في شقها المتعلق بحماية حقوق الإنسان ووقف الانتهاكات في الأراضي الصحراوية". وهو ما جعل السكرتير الأول للسفارة الصحراوية بالجزائر يطالب مجلس الأمن الدولي بتفعيل آليات تنفيذ مهام بعثة "مينورسو" خاصة المتعلقة ب"آليات الهوية". كما طالبه بضرورة التدخل لوضع حد للممارسات الاستعمارية المنتهجة من قبل النظام المغربي ضد المدنيين والمعتقلين الصحراويين في المناطق المحتلة. وكانت إشارة المسؤول الصحراوي الى امتناع مجلس الأمن الدولي عن توسيع صلاحيات هذه البعثة لتشمل حماية حقوق الإنسان في الجزء المحتل من الصحراء الغربية بعد التدخل الفرنسي الذي حال دون بلوغ هذا الهدف. وهو الأمر الذي أثار استنكار جبهة البوليزاريو وعديد المنظمات الإنسانية والحقوقية الدولية المتضامنة مع القضية الصحراوية والتي حملت فرنسا مسؤولية استمرار الاحتلال وممارساته البشعة ضد الحقوقيين والنشطاء الصحراويين المطالبين باستقلال وطنهم. ودعا محمد الأغظف عوا في هذا الاطار كل النخب الفرنسية إلى التحرك من أجل حمل باريس على الكف عن مسايرة الطرح المغربي واحترام مبادئ الثورة الفرنسية "الحرية العدالة- المساواة" من خلال احترام حقوق الشعوب في تقرير مصيرها ومساندة الثورات التحررية في العالم ومنها القضية الصحراوية. من جانبه أوضح صادق بوقطاية عضو اللجنة الوطنية لمساندة الشعب الصحراوي أن الجزائر "طرف مهتم بالقضية كونها قضية تقرير مصير شعب واستقلال دولة مستعمرة وتصفية استعمار وليست أحد عناصر النزاع في هذه القضية كما تسعى بعض الأطراف إلى الترويج له". وذكر بوقطاية بموقف الجزائر الداعي إلى الالتزام بتطبيق القرارات الصادرة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي واللجنة الرابعة والتي تؤكد كلها على إجراء مفاوضات بدون شروط مسبقة والتوصل إلى حل سياسي عادل وبالتالي تمكين الشعب الصحراوي من التعبير عن رأيه وتقرير مصيره بنفسه. وأضاف أن الجزائر حكومة وشعبا تشجب المحاولات الاستعمارية وترفض رفضا قاطعا سياسة "لي ذراع الصحراويين وإخضاعهم للتسليم بالأمر الواقع" وأن الجزائر ترى الحل في الاحتكام إلى الشرعية الدولية ولوائح الهيئات الأممية. وفي سياق حديثه عن مدى التأييد الذي تحظى به القضية الصحراوية حاليا على المستوى الدولي قال بوقطاية أن هناك "أكثر من 80 دولة من مختلف القارات تعترف بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية" وهي "عضو دائم في العديد من الهيئات والتنظيمات الإقليمية والدولية في حين أن توجهات الطرف الثاني لا تحظى بأي تأييد دولي". واحتضنت جامعة عمار ثليجى بالأغواط على مدار اليومين الماضيين تظاهرة التضامن مع الشعب الصحراوي أشرف على تنظيمها المكتب الولائي للاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين وتميزت بإقامة معارض ونشاطات ثقافية وندوات فكرية.