أعلن يوري أوشاكوف مساعد الرئيس الروسي، أمس، أن الزيارة المرتقبة للرئيس فلاديمير بوتين إلى الصين ستتوج بالتوقيع على 15 اتفاقية استراتيجية تشمل مختلف مجالات التعاون السياسي والتجاري وحتى العسكري. وإذا كان الظاهر من زيارة الرئيس الروسي، إلى الصين تندرج في سياق حضوره مراسم افتتاح الألعاب الأولمبية الشتوية يوم غد الجمعة، إلا أنها ستأخذ أبعادا استراتيجية لعملاقي، لعبة التوازنات الدولية وخاصة في ظل عداء الدول الغربية لروسيا على خلفية الأزمة في أوكرانيا وضد الصين بسبب حرب الزعامة الدولية التي بدأت تفلت من بين يدي الولاياتالمتحدة بشكل لافت خلال السنوات الأخيرة. وهو ما يجعل الزيارة محل متابعة من طرف عواصم الدول الغربية التي تخشى تكريس محور بكينموسكو في معادلة الحسابات الاستراتيجية الدولية وحتم على الولاياتالمتحدة تغيير عقيدتها العسكرية وحولت اهتمامها إلى منطقة بحر الصين للحيلولة دون إقامة هذا التحالف الذي سيخلط عليها حساباتها كقوة تريد المحافظة على ريادتها للعالم. وأضاف السفير الروسي، أن الاتفاقيات التي سيتم الكشف عنها في ختام هذه الزيارة من شأنها المساهمة بشكل كبير في تطوير التعاون بين روسياوالصين في مختلف المجالات. وقال إن تعزيز العلاقات الثنائية بشكل دائم يخدم المصالح المباشرة للبلدين بقناعة رفضهما للعقوبات الأحادية الجانب والتدخل في الشؤون الداخلية للدول في إشارة واضحة إلى العقوبات التي فرضتها الولاياتالمتحدة على البلدين وتعتزم تشديدها في ظل القبضة المحتدة بينها وبين موسكووبكين . وسار تصريح، أندري دينيسوف، السفير الروسي لدى الصين، في نفس الاتجاه عندما أشار إلى أن مستوى الثقة العالية التي تطبع علاقات البلدين تجعل من تنمية التعاون العسكري التقني بينهما أمرا ممكنا. وقال الدبلوماسي الروسي، إننا نطور علاقاتنا بشكل ثابت ومنهجي وهادف، بعد أن بلغنا مستوى عال من الثقة المتبادلة. وذهب السفير الروسي إلى التحذير من التحالف العسكري الأمريكي البريطاني الأسترالي، المعروف اختصارا باسم "أوكوس" في منطقة المحيط الهادي وبحر الصين، بأنه تهديد للمصالح الروسية رغم أنه يستهدف في المقام الأول دولة الصين، بما يستدعي تنسيق العمل بين الصينوروسيا لتقويض خطر هذا التحالف.