استحسن الدكتور الياس مرابط، رئيس النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية، التراجع المسجل في عدد المصابين بوباء "كورونا"، حسب ما تعكسه الأرقام المصرح بها، وكذا وضعية المستشفيات التي تشهد حالة استقرار وتراجع الضغط على الأطقم الطبية، مؤكدا في حوار خص به "المساء"، أن "هذا الاستقرار يؤشر للخروج التدريجي من الموجة الرابعة"، موصيا بضرورة التقيد بالبروتوكول الصحي، والإقبال على التلقيح للرفع من المناعة الجماعية. كما تطرق أيضا إلى الوضعية الوبائية بالمؤسسات الاستشفائية، وتقيمه لمخلفات الموجة الرابعة. ❊ حدثنا عن وضعية مصالح "كوفيد 19" بمختلف المستشفيات؟ ❊❊ المؤسسات الاستشفائية، ورغم تراجع الضغط المسجل عليها خلال فترة الذروة، التي عرفتها الموجة الرابعة، غير أن مصالح "كوفيد 19" لا تزال تعرف تواجد عدد من المرضى فيها، وهم في العموم المرضى الذين لهم حالات مرضية معقدة، ويتطلب علاجهم البقاء بالمصالح المتخصصة لأكثر من شهر، بالتالي فإن الاستقرار لا يعني بأن مصالح "كوفيد 19" أصبحت فارغة، وهو ما يعكس أيضا، سبب تسجيل حالات من الوفيات محسوبة على عدد المرضى الذين سبق وأن التحقوا بمصالح مكافحة "كورونا" للعلاج، وكانت حالاتهم معقدة، الأمر الذي تعذر معه شفاؤهم. ❊ كيف تقيم هذه الموجة من حيث عدد المصابين بالمتحور "أوميكرون"؟ ❊❊ ما تبرزه المؤشرات خلال الموجة الرابعة، أنه بالتزامن مع الارتفاع في عدد المرضى المصابين بالمتحور "أوميكرون"، نجد أن السلك الطبي سجل عددا كبيرا من المصابين بالوباء وسط أطقمه، مما أدى إلى تغيب الكثيرين، بالتالي زيادة الضغط على بقية العاملين في القطاع الصحي، ومن ثمة، فإن الفرق الطبية وشبه الطبية عرفت تسجيل حالات وفيات خلال هذه الموجة، على غرار الموجة الثالثة التي كانت خطيرة بسبب ظهور المتحور "دالتا" الأكثر فتكا على المواطنين والأطباء، غير أن أهم ما ميز الموجة الرابعة؛ التفشي الكبير لفيروس "أوميكرون" بسبب سرعة العدوى، غير أن الحالات المرضية المسجلة عموما خفيفة، إلى متوسطة، ولم تكن هناك تعقيدات كبيرة، باستثناء الارتفاع في عدد المصابين، الذي قابله تزايد الطلب على المواد الصيدلانية، الأمر الذي أحدث أزمة، بسبب نقص بعض الأدوية، ومن ثمة يمكن التأكيد على أن الموجة الرابعة اتصفت بتسجيل ارتفاع في عدد المرضى في فترة وجيزة، بسبب سرعة انتشار الفيروس. ❊ الانتشار الكبير للمتحور "أوميكرون"، هل يعني بأن المتحور "دالتا" اختفى؟ ❊❊ حقيقية نشهد انتشارا كبيرا للمتحور "أوميكرون" بنسبة 95 بالمائة، حسب ما كشف عنه معهد باستور، والمعروف أنه عند ظهور متحور جديد، فإن المتحور القديم تطرأ عليه علامات الضعف والتراجع، وهو ما نعيشه اليوم، وإذا بقى الحال على ما عليه اليوم، سنشهد الاختفاء التدريجي للمتحور "دالتا"، بعدما كنا نسجل في الأشهر الماضية، تعادلا في نسبة الوجود بين المتحورين "دالتا" و"أوميكرون" بنسبة 50 بالمائة، في المقابل، نشهد اليوم انتشار النوع الثاني من متحور "أوميكرون"، الذي عمّ الدول الأوربية التي تسجل اليوم، وجود ثلاثة أنواع من متحوراته. ❊ إذن حالة الاستقرار التي نعيشها، تعني بأننا خرجنا من مرحلة الخطر؟ ❊❊ تسجيل تراجع في عدد المصابين بالمتحور "أوميكرون"، لا يعني بأننا خرجنا من مرحلة الخطر، إنما نعيش فقط مرحلة مستقرة، يتطلب الأمر الحفاظ عليها، باستمرار المواطن في التحلي بالتدابير الوقائية، خاصة فيما تعلق بوضع الكمامة بالطريقة الصحيحة، هذا الإجراء وحده من شأنه المساهمة في أكثر من 90 بالمائة من الوقاية، إلى جانب التلقيح، لا سيما بالنسبة للأشخاص الذين لم يتلقوا اللقاح بالجرعتين الأولى والثانية. ❊ كيف يمكن الرفع من معدل التلقيح أمام استمرار حالة العزوف؟ ❊❊ الحل الوحيد لرفع عدد الملقحين، وتحفيز المواطنين غير الملقحين على التقرب من مختلف الوحدات، هو الاستمرار في الحملات التحسيسية، حتى وإن استقرت الوضعية الوبائية، من أجل حمل المواطنين على التقرب من مختلف الوحدات التي أصبحت متوفرة، حتى على مستوى المساجد، في إطار الاستراتيجية الصحية المسطرة، الرامية إلى تقريب الخدمات الصحية من كل شرائح المجتمع، للوصول إلى المناعة الجماعية التي لا نزال بعيدين عنها، والتي تشير إلى نسبة 30 بالمائة، وتبقى ضعيفة، إذا علمنا بأن النسبة المنتظرة هي 70 بالمائة.