تعيش مدينة برج بوعريريج على إيقاع نهائي كأس الجمهورية، السكان لا يقومون ولا ينامون سوى على "الصفراء"، و لا حديث لهم إلا على كيال، حشود وبوحربيط وكل لاعبي الأهلي الذين تعول عليهم عاصمة البيبان في إهدائها أول لقب تدخل بها التاريخ من بابه الواسع. فبمجرد أن تدخل مدينة البرج من أبوابها الأربعة يشد انتباهك لوني الفريق الأصفر والأسود التي زينت به جميع الشوارع، فلا جدار خالي إلا وعلقت عليه رايات الأهلي، وحتى سطوح البيوت والعمارات اكتست حلة واحدة بأعلام عملاقة تمجد الإنجاز العظيم الذي حققه رفقاء الحارس مروان كيال بوصولهم إلى نهائي المنافسة الشعبية، كما ان فيروس هذا الموعد أصاب حتى الأطفال الصغار ذكور وإناث من خلال ألبستهم الرياضية، إلى جانب مكبرات الأصوات التي تم نصبها عبر الشوارع الرئيسية تنبعث منها أغاني تتغنى بالكابا والجراد. هذه الأجواء الاحتفالية لم يسبق للبرج أن عاشتها من قبل بما فيها المداشر والقرى النائية التي أبت هي الأخرى أن تسجل حضورها في هذا الموعد الرياضي الكبير، بطقوسها وتقاليدها من التويزة إلى الوزيعة وما شبه ذلك من عادات المنطقة. وفي ظل هذه الأجواء الرائعة اتخذت جميع الترتيبات من قبل إدارة أهلي برج بوعريريج ولجنة أنصار النادي التي قامت بعمل جبار منذ أزيد من أسبوع عن موعد اللقاء لضمان تنقل الجماهير الذين من دون شك سيغزون مدينة الورود، حيث ينتظر أن يتنقل عدد يفوق بكثير عدد التذاكر التي استلمها الفريق من طرف مصالح مديرية الشباب والرياضة لولاية البليدة المقدرة بعشرة آلاف تذكرة التي بيعت كلها في ظرف قياسي، كما أن جميع الأماكن بالحافلات المسخرة من قبل مصالح الولاية محجوزة، نفس الشيء بالنسبة لسيارات الأجرة، وحتى السيارات الخاصة وسيارات "لكلونديستان" ، لأن الكل يريد حضور اللقاء التاريخي للأهلي البرايجي. فمنذ أسبوع كامل ومدينة البرج لم تنام ليلها كنهارها، سيارات تجوب الشوارع بمنبهاتها، ألعاب نارية تضيء السماء في ظلامها الحالك، والكل يأمل في أن يتحقق الحلم عشية يوم الخميس بعودة "الجراد" إلى الديار ومعه كأس الجمهورية، فهل تتمكن كتيبة المدرب يعيش من تحقيق هذا الإنجاز الذي تبقى البرج تحلم به ؟ وفي حالة تحقيق ذلك، الأكيد أن الأفراح ستدوم إلى أيام أخرى وربما أسابيع.