أحيت أمس الجمهرة التاسعة لوحدات الأمن بباش جراح التابعة لأمن ولاية الجزائر ذكرى يوم الطالب بإلقاء محاضرة تاريخية قيمة من تنشيط محافظ الشرطة أعراب حكيم الذي سلط الضوء على الأبعاد التي يمكن استخلاصها من هذه الذكرى وهذا اليوم التاريخي الذي لم يأت بطريقة عشوائية بل كان نقطة تحول هامة في تاريخ الثورة المباركة. ولخص السيد حكيم أعراب أهم المراحل التي ميزت الاستعمار الفرنسي الذي عمل بكل ما بوسعه لطمس ومحو معالم وهوية الشعب الجزائري بحيث وضع نظاما تربويا جديدا وبديلا عن ذلك الذي اعتمدته الزوايا الجزائرية والكتاتيب التي عملت على تكريس تعاليم الدين الإسلامي في أذهان الجزائريين، وقد عمل المستعمر على القضاء على أسس التربية الجزائرية من خلال تشريد العلماء، غلق الكتاتيب وحرق الزوايا وهو ما أدى إلى تراجع المستوى العلمي لدى الجزائريين الذين لم تتعد نسبة المثقفين لديهم ال2 بالمائة فيما كان غالبية الشعب يغرق في غياهب الجهل والأمية. غير أن النظام التربوي الفرنسي عقب اندلاع الثورة المباركة سرعان ما عرف قفزة هامة بعد أن أدركت فرنسا أن سياستها المنتهجة سابقا لم تعط نتائج جيدة وأنها أخطأت بإقصائها لأكبر نسبة من الجزائريين من حق التعليم، وقد جاءت ردة فعل فرنسا متأخرة بعد ان التحقت القلة القليلة من المثقفين والطلبة الجزائريين بصفوف جيش التحرير ذات يوم من 19 ماي 1956 لسد العجز الذي عرفته الجبهة من حيث المؤطرين والمخططين لمواجهة جنرالات أكبر قوة بأوروبا. وحسب المحاضر فقد وصلت الثورة مرحلة تطلبت فيها دعما فكريا من طرف الشريحة المثقفة بغرض تطوير أساليبها الهجومية، وقد كان لهذه الشريحة من المثقفين الفضل في تسيير شؤون البلاد بعد الاستقلال ووضعها على السكة. للإشارة حضر الندوة التاريخية عدد كبير من أعوان وإطارات الأمن الوطني تتقدمهم السيدة شعبان روينه رئيسة المصلحة الولائية للنشاطات الاجتماعية، الصحة والرياضات.