واصل الجيش الروسي، عملياته العسكرية في مختلف جبهات القتال في أوكرانيا وسط عقوبات إضافية على روسيا، عززها الدعم العسكري للقوات الأوكرانية من مختلف الدول الغربية. وأكدت القوات الروسية، أمس، فتحها لعدة ممرات إنسانية لتمكين المدنيين من مغادرة المدن الأوكرانية المستهدفة بعمليات الجيش الروسي وسط اتهامات بين الجانبين حول عدم احترام التزامات هذا الطرف لذاك بخصوص هذه المسالة الحساسة. واتهمت وزارة الدفاع الأوكرانية، وحدات الجيش الروسي بعدم احترام الممرات الإنسانية بمدينة ماريوبول التي تحاصرها القوات الروسية منذ عدة أيام في جنوب البلاد بقصفها لهذه المسالك مانعة، الأطفال والنساء وكبار السن من مغادرة المدينة. واتهم رئيس الوفد الروسي المفاوض من جهته، الجيش الأوكراني بإفشال اجلاء المدنيين واستخدامهم دروعا بشرية ومنعهم من الخروج من هذه المدينة ومدينة وفولنوفاخا. وتستمر بنفس حدة ضراوة القتال الحرب الروسية الأوكرانية، في ظل حرب دعائية وإعلامية شرسة بين الجانبين عبر بيانات ساخنة بخصوص خسائر هذا الطرف وذاك. ففي الوقت التي تحدث فيه مسؤولو مقاطعة لوغانسك التي اعترفت روسيا باستقلالها عن مقتل 278 جندي أوكراني في المعارك الدائرة رحاها في اوكرانيا خلال الأيام الأربعة الأخيرة، أكد البنتاغون الأمريكي، أن خسائر الجيش الروسي تراوحت بين الفي و4 آلاف قتيل منذ تفجر الحرب. وتأتي تقديرات البنتاغون في وقت حملت فيه الخارجية الروسية الولايات، مسؤولية ما آل إليه الوضع في أوكرانيا وقالت إنها بتصرفاتها أوصلت العلاقة مع موسكو الى نقطة "اللا عودة". وتواصل الولاياتالمتحدة ومختلف الدول الغربية فرض مزيد من العقوبات الاقتصادية على روسيا والتي ستطال هذه المرة الصادرات الروسية من النفط والغاز في ظل اتفاق كل من الاوروبيين والولاياتالمتحدة على فرض حصار على المحروقات الروسية لتكون روسيا أول دولة في العالم تتعرض الى هذا الحجم من العقوبات الذي استهدف كل المجالات والقطاعات ولم يستثن حتى مجالات الثقافة والرياضة فيما يريده الغرب حصارا قاسيا لعزلها عن العالم وانهاك اقتصادها لدفعا للتراجع عن حربها على اوكرانيا. وهو ما يطرح التساؤل حول ما إذا كانت عقوبات الغرب من شأنها إخضاع الدب الروسي الذي كشر عن أنيابه بإصرارها على تحقيق كل أهدافه في أوكرانيا سواء بالحرب أو بالمفاوضات كره من كره وأحب من أحب.