بقي المشهد في أوكرانيا دون تغيير، 15 يوما منذ اندلاع الحرب في هذا البلد باستثناء تواصل مساعي وساطة لاحتواء الوضع بالطرق السلمية. تواصلت حلقة تراشق الاتهامات بين موسكو ومختلف العواصم الغربية ضمن مسعى لتحميل كل طرف للآخر مسؤولية تفاقم الوضع واستمرار الحرب في ظل تمسك كل طرف بمواقفه المبدئية في حرب يدفع ثمنها الأبرياء من المدنيين. وحملت وزارة الخارجية الروسية دول حلف شمال الأطلسي مسؤولية ما يجري بعدما طالبت الإدارة الأمريكية بأن تفسر للعالم سبب دعمها لما تصفه موسكو بأنه "برنامج بيولوجي عسكري" يتم تطويره في أوكرانيا يشمل مسببات أمراض فتاكة. ودعت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، الإدارة الأمريكية إلى الشفافية بشأن هذه القضية التي سارعت السلطات الأوكرانية إلى نفيها ووصفها متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية بالأمر "السخيف". كما نددت الرئاسة الروسية بما وصفته ب"حرب اقتصادية" تشنها الولاياتالمتحدة على روسيا بعد إعلان واشنطن حظرا واردات الغاز والنفط الروسيين وعقوبات أخرى في اطار سلاح العقوبات التي رفعها الغرب في وجه موسكو لحملها على وقف حربها على أوكرانيا. وقال، دمتيري بسكوف المتحدث باسم الرئاسة الروسية، إن الوضع في أسواق الطاقة "مضطرب للغاية"، مشيرا إلى أنه ليس من المعروف إلى أي مدى سيصل هذا الاضطراب، واصفا العقوبات الغربية ب "الخطيرة للغاية"، لكنه أكد أن بلاده استعدت مسبقا للتعامل معها وهي بصدد فرض إجراءات للحد من تداعياتها. وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن أعلن، أول أمس، عن فرض حظر أمريكي على واردات بلاده من النفط والغاز الروسي في إطار تعزيز الضغوط الغربية على موسكو لعزلها اقتصاديا على خلفية الأزمة الأوكرانية. وحذت بريطانيا حذو الولاياتالمتحدة بعد إعلانها التوقف عن استيراد النفط والمنتجات النفطية من روسيا بحلول نهاية عام 2022، فيما أكدت دول الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي أنها تبحث عن مصادر بديلة للطاقة تغنيها عن الاعتماد على الغاز والطاقة الروسية. لكن تبعية دول الاتحاد الاوربي للغاز الروسي بنسبة 40 من المئة الى جانب تبعيتهم للنفط والفحم الروسيين بنسبة كبيرة خاصة بالنسبة للبعض منها مثل ألمانيا، يجعل من الصعب تجسيد هذا التوجه على الأقل في المدى القصير. وعلى صعيد ميداني تمت أمس عمليات إجلاء للمدنيين من العاصمة كييف، بالإضافة إلى مدن خاركيف بشرق البلاد وتشرنيهيف شمالا وسومي الى شرق وماريوبول وانرهودار جنوبا. ويأتي ذلك مع دخول مئات الآليات الروسية إلى جبهات القتال المحيطة بالعاصمة كييف ودخول قوات روسية إلى وسط مدينة سكادوفسك في مقاطعة خيرسون الجنوبية، في حين أعلن المسلحون في مقاطعة دونيتسك بشرق أوكرانيا سيطرتهم على مدينة فولنوفاخا. ورغم استمرار الحرب، تحدث الجانب الروسي، أمس، عن "تقدم" في المفاوضات التي يجريها مع الطرف الاوكراني من دون أن يكشف طبيعتها لكنها فتحت نافذة أمل في امكانية توصل الطرفين المتحاربين إلى أرضية توافقية قد تقود إلى إخماد صوت الرصاص في أوكرانيا.