تتحضر الجمعيات الخيرية ببومرداس هذه الأيام، لاستقبال شهر رمضان المبارك، من خلال السعي إلى توزيع قفف رمضان وفتح مطاعم الرحمة. وحسب الأصداء التي جمعتها "المساء"، فإن العمل يجري حاليا على قدم وساق، سواء على مستوى القاعات المختارة لفتح مطاعم الإفطار، أو بالتحسيس المتواصل بالقرب من المحسنين، للتفاعل إيجابا مع المساعي الخيرية، بالتالي مساعدة أكبر عدد ممكن من العائلات المحتاجة، والتضامن معها خلال هذا الشهر الفضيل. من أهم تحضيرات الجمعيات الخيرية، تحسبا لرمضان؛ الشروع في جمع مختلف المواد الغذائية، من خلال وضع سلال على مستوى المحلات والمساحات التجارية الكبرى، ومن ثمة الانطلاق في عملية تحضير القفف وتوزيعها لاحقا على الأسر المحتاجة من أعضاء الجمعية، حسب ما أشارت إليه رئيسة جمعية "باب الأمل" لبودواو، سامية بن عزي، التي قالت، إن هذه الخطوة تكون على مدار السنة، لكنها ذات طابع خاص في رمضان، بفضل التبرعات التي تصل الجمعية من طرف المحسنين. كما لفتت إلى أن التحضير لشهر رمضان المبارك لا يكون بتوزيع القفف فحسب، إنما يتعداه لمائدة الإفطار، من خلال فتح مطعم الرحمة على مستوى بلدية أولاد موسى، بفضل التسهيلات المقدمة في هذا الشأن، حيث انطلق عمل آخر مواز، من خلال دهن إحدى القاعات المتواجدة بحي الثانوية، وسط مدينة أولاد موسى، وتصفيف الطاولات تحسبا لاستقبال ضيوف المائدة الرمضانية من عابري السبيل، وكذا عمال ورشات البناء بالمنطقة. أشارت سامية، في هذا الصدد إلى أن جمعيتها، تمكنت في رمضان العام الماضي، من تحضير قرابة 150 وجبة إفطار بشكل يومي، يضاف لها حوالي 30 وجبة محمولة لبعض العائلات المحتاجة. وأضافت محدثتنا، أنها في انتظار الحصول على رخصة فتح مطعم الرحمة من طرف الجهات المختصة، حيث أشارت إلى وجود ملف الجمعية على مستوى مديرية النشاط الاجتماعي للولاية، في انتظار الرد الذي تتوقع أن يكون إيجابيا، بالنظر إلى تجربة سابقة في المجال. ولم تنس المتحدثة توجيه نداء للمحسنين من أجل التفاعل إيجابا مع الجمعية، من خلال التواصل معها على الصفحة الخاصة بها، التي تحمل اسمها على "الفايسبوك"، وتطرقت أيضا إلى عمل خيري آخر، يتعلق بختان أطفال بعض الأسر المعوزة، مع توزيع كسوة العيد، معتبرة أن الأمر مرتبط بمدى تفاعل المحسنين مع هذا العمل الخيري. في نفس السياق، قال عبد النور توكال، رئيس جمعية "نور الأفاق" لبلدية بودواو، إلى سعي الجمعية لأن تكون من ضمن الفاعلين في المشهد التضامني الرمضاني، من خلال فتح مطعم إفطار جماعي بحي "20 أوت" بالحلايمية في بلدية بودواو، حيث يرتقب المتحدث أن يحضر المطعم قرابة 200 وجبة إفطار يومية على الأقل، بالنظر إلى وجود العديد من ورشات البناء بالمنطقة، ناهيك عن عابري السبيل، وهو بذلك يوجه نداء لذوي البر والإحسان، لدعم مساعي الجمعية الفتية التي سيكون رمضان بمثابة أول اختبار لها. فيما تنظر الجمعية الحصول على اعتماد فتح مطعم الرحمة، بعد إيداعها لملف لدى الجهات المختصة، مشيرا إلى وجود طباخ متطوع له 15 سنة خبرة في الميدان. من جهتها، تتحضر جمعية "الرحمة لمساعدة مرضى السرطان" لولاية بومرداس، هذه الأيام، لجمع ما أمكن من مساعدات وتوزيعها في شكل قفة رمضان على المرضى من أعضاء الجمعية، حيث تقول السيدة ملكية رازي، رئيسة الجمعية، في هذا الصدد، إن الجمعية وُفقت في رمضان العام الماضي، في توزيع 520 قفة بمختلف المستلزمات الغذائية، بفضل التجاوب الكبير للمحسنين مع الجمعية الهادفة إلى تقديم كل أشكال الدعم والمساعدة لفئة مرضى السرطان، وأشارت إلى أنها تنتظر تفاعلا إيجابيا آخر للمحسنين هذه السنة أيضا، سواء بالتقرب من مقر الجمعية الكائن بحي "200 مسكن" الساحل في مدينة بومرداس، أو على مستوى المساحات التجارية الكبرى التي تفتح أبوابها للجمعية في كل مناسبة اجتماعية، لجمع إعانات المتبرعين وتقديمها للمرضى في صورة تضامنية أخرى، يضاف إلى ذلك تحضير وجبات إفطار محمولة توجه للمرضى، لأن السرطان داء ثقيل، وبعض المريضات يتعذر عليهن حتى أبسط الأشياء، ومنه تحضير الإفطار..