أكد الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين السيد سعيد عبادو أن اعتراف فرنسا بزرع الألغام وقيامها بتجارب نووية في الصحراء، مكسب افتكه المجاهدون بفضل النضال المستمر. وأضاف السيد عبادو في كلمة ألقاها خلال ندوة تاريخية حول الشهيد الرائد بن النوي علي بن مسعود ببلدية أولاد سليمان مسقط رأس الشهيد بأن هذا الاعتراف يعد تراجعا لفرنسا عن مواقفها السابقة. وهو موقف جديد "أملته عليها عدة ظروف" منها المطالبة المستميتة من طرف المجاهدين بهذا الاعتراف و"كذا تيقن فرنسا من أن مصلحتها الاقتصادية ستمس طالما استمرت على موقفها". وذكر السيد عبادو أن المجاهدين "يعلمون يقينا" بأنه كلما خاضوا حملات مطالبة فرنسا بالاعتراف بجرائمها وتعويض الجزائريين عما اقترف في حقهم حسبما تنص عليه الأعراف والقوانين الدولية "كلما ثارت زوبعة هنا وهناك عن طريق عملاء الاستعمار، لتوجه بذلك الرأي العام إلى القضية الثانوية بدلا من المحورية". وفي حديثه عن الشهيد علي بن مسعود أوضح السيد عبادو أنه كان ذا خصال أهلته ليكون محل ثقة لقيادة الولاية السادسة التاريخية، حيث التضاريس الصعبة للمناطق الصحراوية والتي لم يثن عزيمة الرجال الذين واصلوا الكفاح الذي أثمر باستقلال الجزائر. واعتبر الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين أن التذكير بمآثر بن مسعود تعني استرجاع الذاكرة الجماعية لمآثر الثورة التحريرية المجيدة و"عدم التشكيك ولو لحظة في وطنية الشهداء والمجاهدين خصوصا القادة منهم مثل عبان رمضان ومحمد خيذر وشعباني". ودعا السيد عبادو الى "تمرير الرسالة إلى أبناء الوطن وجعلهم يقظين بما يجنبهم المحن كتلك التي حدثت في التسعينيات" مشيرا الى أنه سيتم "الكشف وفي الوقت المناسب "عن قائمة المجاهدين وأبناء المجاهدين وأبناء الشهداء الذين اغتالتهم أيادي الإرهاب". والشهيد الرائد علي بن مسعود من مواليد سنة 1911 بأولاد سليمان بجنوب مدينة مسيلة. حفظ القرآن الكريم وانخرط في صفوف جيش التحرير الوطني عام 1955 وعين مسؤولا على ناحية أم دوكال - بوسعادة وذلك قبل مؤتمر الصومام في 1956 وعين في محكمة عسكرية أنشأها سي الحواس. ثم عين مسؤولا على الناحية الممتدة من بوسعادة إلى ديرة (البويرة حاليا). وسقط شهيدا في17 ديسمبر 1959 بديرة إثر وشاية من خونة.