تعيش الأراضي الفلسطينية المحتلة على وقع مزيد من التوتر الذي يؤشر لانفجار وشيك في ظل مواصلة الاحتلال الإسرائيلي، ممارساته الاستفزازية واعتداءاته الهمجية التي تزداد حدة مع قدوم شهر رمضان الكريم. واندلعت، أول أمس، مواجهات عنيفة بين الفلسطينيين وعناصر شرطة الاحتلال شرق القدسالمحتلة وبالتحديد بساحة باب العمود تسببت في اصابة 19 فلسطينيا واعتقال عشرة آخرين. واندلعت هذه المواجهات بعد جولة استفزازية قام بها وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لابيد، إلى ساحة باب العمود بذريعة تقديم الدعم للمئات من عناصر قوات الاحتلال التي تم نشرها بالقدسالمحتلة وبمحيط المسجد الاقصى المبارك بالتزامن مع الشهر الفضيل في تطور آخر اعتبرته حركة المقاومة الاسلامية "حماس" بأنه "تصعيد خطير تتحمل إسرائيل مسؤوليته". وقال محمد حمادة، الناطق باسم الحركة، إن "إقدام وزير خارجية العدو الصهيوني، يائير لابيد على اقتحام باب العمود وما أعقبه من إطلاق جيش الاحتلال الرصاص على شعبنا في القدسالمحتلة، دليل صارخ على إصرار الاحتلال على تنفيذ مخططاته الخبيثة بحق القدس والمسجد الأقصى، وهو تصعيد خطير واستفزاز لمشاعر شعبنا وأمَّتنا في هذا الشهر المعظّم". من جانبها أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية الاقتحام الاستفزازي للابيد، والوعود التي أطلقها للمتطرفين اليهود بنشر المزيد من قوات الاحتلال وشرطته في القدس بحجة توفير الحماية لهم في الأعياد اليهودية. وذكرت أن هذه الوعود "تحريضية ضد الفلسطينيين بامتياز وكيل الاتهامات لهم بشكل مسبق في تجسيد لأبشع أشكال نظام "الأبارتاييد" الإسرائيلي الذي يفرضه الاحتلال على المواطن الفلسطيني بالقوة في إطار منظومته الاستعمارية التهويدية التوسعية التي تقيد حرية الإنسان الفلسطيني وتصادرها وكأن هناك فقط أعياداً يهودية يجب توفير الحماية خلالها في تجاهل تام لوجود أعياد للمسلمين والمسيحيين". وكانت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية، أكدت بأن الاحتلال ومستوطنيه اقتحموا المسجد الأقصى المبارك 20 مرة فيما منع رفع الأذان في الحرم الابراهيمي 47 وقتا خلال شهر مارس الماضي. وأوضحت الوزارة، أمس، أن المستوطنين أحرقوا مدخل مسجد "عباد الرحمن"، ما ألحق أضرارا في سجاده وبابه الخارجي. واخطرت قوات الاحتلال بمنع أداء الصلاة في "مسجد الحميدية" ببلدة الخضر جنوب بيت لحم. وأشارت إلى استمرار الاقتحامات لأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وعرقلة الاحتلال وصول المصلين بأمان وحرية خاصة أيام الجمعة، حيث يحول المدينة إلى ثكنة عسكرية وينشر عناصره بالطرقات وعلى بوابات الأقصى. وتطرق التقرير إلى مواصلة الاحتلال سياسته العدائية تجاه المقدسيين خاصة في فترة الأعياد اليهودية، بينما حوّلت شرطة الاحتلال المدينة والأقصى إلى ثكنة عسكرية وشددت من إجراءاتها وقيودها على المصلين الفلسطينيين، تزامنا مع اقتحام عشرات المستوطنين المتطرفين للمسجد فيما يسمى عيد "المساخر" العبرية.