أكدت الإحصائيات التي قدمها المقدم بن رجم من الدرك الوطني، على هامش مداخلته في فعاليات اليوم الدراسي لحماية الأطفال، في الفضاء البسيراني، أن الجزائر تحتل المرتبة الخامسة في إفريقيا من حيث استخدام الأنترنت، ويوجد بها 6000 محل أنترنت وتم تسجيل 3.500.000 مستخدم، واحتل المراهقون من 12 إلى 18 سنة نسبة 90%، في حين إحتل الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و14 سنة 80% أغلبهم يدخلون مواقع الألعاب ومنه الاتصال المباشر بعالم الخيال، ورغم أن الانترنت وسيلة للولوج إلى المعلومات وللمعرفة ومصدر للترفيه أيضا، إلا أنه وردة بأشواكها لما فيه من مخاطر صحية ونفسية وإدمان، من خلال هذا الموضوع حاولنا جلب آراء خبراء ومختصين حيال الطرق الإيجابية في استعمال المعلوماتية وكيفية حماية الأطفال من الخطر المحدق بهم، على غرار المواقع الإباحية، مواقع الخراب والدمار والتحريض على القتل والانحلال، والخطوات التي انتهجتها الجزائر لإيقاف الموت القادم من الشبكة المعلوماتية. أكدت الدراسات الحديثة أن الإدمان على شبكة الأنترنت يولد العزلة والقلق، وكذا فقدان التركيز، ضعف البصر، فقدان الشهية والتأخر الدراسي، والدخول في علاقات افتراضية، كثيرا ما تكون مبنية على الكذب، إذ يغير الصديق القادم من عالم النات وخصوصا المتواصل من جنسه وسنه وحتى ديانته، ويقدم لك شخصية جديدة ستروق لك وتتواصل معها لتكتشف بعد مدة أنك ضيعت الكثير من الوقت في الركض وراء وهم. من جهة أخرى، نلاحظ تطفل المواقع الإباحية أو المشبوهة التي تحوي صورا وأفلاما إباحية يستعملها المتسللون "الهاكرز" لإدخال ملفات التجسس الى الضحايا، حيث يتم زراعة ملف التجسس "الباتش" تلقائيا في الجهاز بمجرد دخولك الموقع، ومنه تصبح معلوماتك وأمورك الشخصية كتابا مفتوحا لدى الغير، وقد قدم الخبراء والمختصون توصيات وطرق الحد من انتشار جرائم الأنترنت. نطالب بالأمن الإلكتروني ومن جهته، أكد السيد علي عتوتي، ضابط شرطة، خبير في محاربة الجريمة المعلوماتية بالشرطة القضائية، أن الجزائر تحتل المرتبة 23 في تصفح المواقع الإباحية حسب إحصاء قدمته إحدى المنظمات غير الحكومية. مشيرا الى أن مواقع السوء أصبحت تخيف الأولياء الذين كانوا الى وقت غير بعيد يخشون من صديق السوء. وأضاف أن الشرطة القضائية على اطلاع واسع بكل ما تقدمه مختلف المواقع على الأنترنت، وأنها ترفع تقريرا يوميا إلى المصالح المعنية، كما طالبنا بالأمن الإلكتروني، ونصوص قانونية واضحة لمحاربة جرائم الأنترنت، حيث يستغل الكثيرون وجود ثغرات قانونية. وأضاف السيد عتوتي، أن فرق الشرطة القضائية تعمل عن طريق التسخيرة بعد استقبال الشكاوى، وأنها كشرطة علمية تلبي تسخيرة الجهات المختصة. مشيرا إلى أنه تم معالجة العديد من قضايا التهديد بالرسائل الإلكترونية، حيث تعمل الشرطة على استعادة النسخة الأصلية للتهديد وتحديد موقع إرسالها حتى ولو عمل المتهم على محوها، إلى جانب قضايا استنساخ الوثائق، سرقة الملفات والتحريض على الفساد، حيث تم ضبط أفلام فيديو لمراهقين في وضعيات مخلة بالحياء يبتزون بعضهم بها. شبكة ندى "الطفل أون لاين" من جهته، أكد السيد عبد الرحمان عرعار، رئيس جمعية ندى، أن الشبكة عنصر فعال معني بحماية الطفولة، حيث يقول » لقد أثمرت تجربتنا حيال الاستماع لمشاكل الأطفال وخصوصا مشروع "أسمعك" الذي أطلق سنة 2008، ونحن الآن بصدد إطلاق مشروع "الطفل أون لاين"، نستعرض من خلاله آليات الحماية الموجودة، حيث طرحنا فكرة وجود أشخاص مهتمين بتوجيه الأطفال في فضاء الأنترنت ويكونون على اتصال معنا، مما يسمح بالمتابعة الجدية لكل التطورات«. ويضيف محدثنا قائلا » لقد سبق لشبكة ندى معالجة بعض القضايا وفي مقدمتها قضية الفتاة التي تعرفت على صديق من ولاية أخرى وهربت معه، حيث تابعنا القضية، وهناك تنسيق مع الدرك لمعرفة مكان وجودها، وكذا قضية الطفل صاحب 11 سنة الذي تعرض للابتزاز الجنسي من طرف صاحب محل انترنت والذي رافقناه الى المحكمة. 30 "سيبر سكوت" لخدمة الشباب أكد لنا السيد نور الدين بن براهم القائد العام للكشافة الإسلامية الجزائرية من جهته، أن الكشافة تعمل على توجيه الشباب نحو فضاءات الأنترنت، من خلال إنشاء 30 "سيبر سكوت" لخدمة الشباب والطفولة، وذلك من خلال ربط الشباب مع الشباب، أي أن العلاقات لا تكون فردية، مع توعية الأطفال والشباب بضرورة عدم الإنسياق وراء الفضول والوقوع في فخ الاحتيال والمخدرات وغيرها من المشاكل التي تجرها جرائم الأنترنت » وهنا أشير إلى الدور الإيجابي الذي تلعبه الكشافة التي تهتم بالتربية الشعبية الجوارية؛ علما أنه لدينا 120 ألف منخرط، والحمد لله لم نتعرض لمشاكل من هذا النوع«. من جهتها، الأستاذة مليكة بن عودة، أستاذة بكلية الحقوق بالبليدة، أشارت الى وجود فراغ قانوني حيال موضوع جرائم الأنترنت مما يجعل آلية محاربتها صعبة جدا. مضيفة أن الاتحاد الأوروبي وضع اتفاقية حماية الطفولة التي تخدم عاداته وتقاليده.. منبهة إلى ضرورة تفكير الجامعة العربية في ميثاق حماية الطفل العربي بقوانين نابعة من المرجعيات الأصلية للأمة الإسلامية. مشيرة الى أن الأسرة يمكنها مراقبة الطفل داخل أسوار البيت عن كثب، لكنها لا تدري ماذا يفعل طفلها بين أسوار محلات الأنترنت.