طالما رافقت الثقافة والفنون مختلف روافد الحياة، وها هي اليوم تلقي بدلوها في العرس الرياضي المتوسطي الذي تحتضنه الباهية وهران من 25 جوان الحالي إلى غاية 6 جويلية الداخل، فإن كان أساس الرياضة التنافس النزيه، فإنّ للثقافة والفنون ألقها الخاص الذي لن يزيد مدينة سيدي الهواري إلا تميّزا، لتعانق بذلك مختلف الفنون أديم سماء الباهية التي تشرئب الأعناق كلها للاستمتاع بما ستقترحه على أبنائها وضيوفها كفسحات للفرجة والمتعة المعبقة بنسائم المرجاجو وعبق التاريخ وكرم "الوهارنة"..ومثلما أكّد رئيس الجمهورية السيد عبد المحيد تبون ضرورة إنجاح هذه التظاهرة الرياضية الدولية، تشريفا لصورة وسمعة الجزائر، وضعت وزارة الثقافة والفنون برنامجا مرافقا فيه من كلّ الفنون على أمل أن يجعل من وهران بوتقة تنصهر فيه الثقافات لتصنع أجواء في مستوى الحدث والتوقعات. اعتمدت وزارة الثقافة والفنون في وضع برنامجها المرافق لحدث وهران الذي تنفرد "المساء" بنشر تفاصيله،، التنوّع والتواجد الدائم في مختلف الفضاءات الثقافية وحتى الرياضية، بغية الترويج لثقافة الجزائر وفنها، مستعينة في ذلك بالديوان الوطني للثقافة والإعلام بمشاركة مديرياتها بكلّ من وهران، تلمسان، تيارت، سعيدة، معسكر، سيدي بلعباس، غليزان، مستغانم، عين تموشنت والشلف، حيث وزعت أنشطة برنامجها على قاعات "المغرب"، "السعادة" و"الونشريس" (سينماتيك وهران) فضلا عن القرية المتوسطية ومختلف أزقة وهران التي ستحتضن "مسرح الشارع". على شرف البدوي والعلاوي البرنامج المسطر احتفاء بوهران عاصمة للمتوسط، سيطلق من قاعة "المغرب" يوم الأحد السادس والعشرين جوان الحالي، بسهرة بدوية من إحياء فرقة "ولجة" و"ولد الهواري" من غليزان وبوطيبة من سعيدة، تليها سهرات في الأندلسي بمشاركة فرق "الفن الأصيل" من الشلف، "ربيع الأندلس" من تلمسان، "الفن والنشاط من مستغانم، وكذا في الفلكلور مع "توات الزاوية" من عين تموشنت، "سيدي بلال" من معسكر و"العلاوي" من سيدي بلعباس إلى جانب الفن الملتزم بمشاركة ولاية الشلف وفرقة أولاد "سيدي معمر" من تيارت، وسهرة نسوية من توقيع ولاية غليزان وفرقة "صف بني سنوس" من تلمسان، مع احتفال كلاسيكي بمشاركة مدرسة الفنون والآداب بقيادة الفنان خليل بابا أحمد من تلمسان. ولأن الضيافة والكرم من الشيم الجزائرية القحّة، تفتح وهران ذراعيها لاستضافة جانب من فعاليات المهرجان الثقافي الأوروبي في الجزائر عبر سهرتين، الأولى "مذكرات سفر" النمساوية والثانية دنماركية مع سيمونا عبد الله. "حسان طيرو".."إلى آخر الزمان" ولا يمكن تخيّل برنامج ثقافي وفني دون أن يكون للفن السابع حيّز مهم، وعليه تعرض بقاعتي "السعادة" و"الونشريس" (سينماتيك وهران) وكذا بالقرية المتوسطية من 23 جوان إلى 7 جويلية الداخل، أفلام طويلة من مختلف الحقب السينمائية الجزائرية، حيث يقترح القائمون على البرنامج أعمالا صنعت مجد الذاكرة الشعبية على غرار "حسان الطيرو"، "بني هندل"، "دورية نحو الشرق"، "عطلة المفتش الطاهر"، "تحيا يا ديدو"، "ليلى والأخريات"، "يما"، "مال وطني"، "عطور الجزائر" و"حراقة بلوز" مرورا ب"الأندلسي"، "عملية مايو"، "الخارجون عن القانون"، "لطفي"، "دم الذئاب"، "الدخلاء"، "مسخرة"، "البئر"، "أسوار القلعة السبعة" وصولا إلى "في انتظار السنونوات"ّ، "فاطمة نسومر"، "تيمقاد"، "إلى آخر الزمان"، "أبو ليلى"، "اوغسطينوس"، "ابن باديس" وأيضا "هيليوبوليس" و"شبشاق ماريكان" وغيرها من الأفلام. سهرات للراي والرقص الشعبي الألعاب المتوسطية ستكون أيضا للاستمتاع بتعابير فنية متعدّدة من خلال 3 مهرجانات، واحد دولي واثنان وطنيان، حيث سيكون بالإمكان متابعة فعاليات المهرجان الثقافي الدولي للرقص الشعبي من 26 جوان إلى 5 جويلية، بقاعة "السعادة" والقرية المتوسطية، بمشاركة صربيا والجبل الأسود، اليونان وسوريا، ايطاليا، تركيا إلى جانب ولايات تيزي وزو، البيض، سيدي بلعباس، الأغواطوالجزائر العاصمة، وكذا وهران، مستغانم، البويرة، باتنة، وتمنراست التي ستمثلها فرق "الخيمة الخضراء"، "جيل المصالحة"، "فارس الديوان للتراث"، "القاسمية للفلكلور العيساوي"، "زهو الباهية"، "تيويزي"، "تيزيري للثقافة والتراث"، "ناس المعنى للفلكلور والرقص"، "بارود الأغواط" و"شمس الذهبية للجزائر". ولأنّ الباهية وهران مرتبطة أشد الارتباط بالراي، سيكون مسرح الهواء الطلق "حسني شقرون" فضاء للمهرجان الثقافي الوطني لأغنية الراي من 26 إلى 30 جوان الجاري، وفرصة لاستحضار أسماء مرجعية في هذا النوع الفني والاعتراف بما قدّمته، حيث سيكرّم افتراضيا كل من الشاب حسني، الشيخة الريميتي، الشيخ آكلي، الشيخ عز الدين، الشيخ المازوني. سهرات وهران الرايوية سيحييه مجموعة من الأسماء التي ألفها الجمهور كالزهوانية، هواري بن شنات، الشابة دليلة، الشاب حسام، فرقة "راينا راي"، هواري الدوفان، فتحي منار، بلال الصغير، كادير الجابوني، كادير الوهراني، الشابة جنات، الشاب رضا، الشاب عباس، الشيخة وردة (المداحات)، حسين نجمة، منال حدلي، لمية بطوش، نور الهدى شيخاوي، ياسمين عماري، حكيم الصالحي، عبد الصمد بخدة، الشابة اسمهان، والشيخ ناني. وسيفسح مهرجان الراي المجال من 26 إلى 28 جوان الجاري للمهرجان الثقافي المحلي للموسيقى والأغنية الوهرانية بالمسرح الجهوي "عبد القادر علولة"، والذي يستهل بتقديم لوحة فنية من التراث الوهراني، ليتداول على الخشبة أصوات أصيلة كالفنان القدير علي المعسكري، سعاد بوعلي، عمر رفاس، حورية بابا، معطي الحاج وهواري بن شنات. لتتوالى السهرات الثلاث مع الهواري ميصابيح، سيد أحمد قطاي، رميساء، عايدة عدة، آية بغدادي، ياسين أورابح، المداحات، الشيخ الهبري سلطان، جهيدة، هزيل بن عائشة وأيضا الهواري ولهاصي، صابر الهواري، كريم حريق والشاب عباس. أب الفنون يغزو الأزقة والشوارع عاصمة الغرب الجزائري وعروس المتوسط، هي أيضا علولة وكاكي وصراط وحشماوي وغيرهم كثير ممن لا يمكن نسيانهم أو تناسيهم ليس فقط لارتباطهم بالحلقة والقوال، ولكن لأنّ "وهران هي المسرح والمسرح هو وهران" عند مختلف الأجيال التي تبنّت مسرح الشارع واستلهمت من "الحلقة". وعليه، ارتأت وزارة الثقافة والفنون أن يكون الفن الرابع في واجهة التظاهرات المرافقة من خلال أيام مسرح الشارع بالساحات ووسائل النقل العمومية من 25 إلى 28 جوان الجاري، وتشمل ساحة أوّل نوفمبر، حي الدرب، حديقة محمد خميستي، واجهة البحر، الحديقة المتوسطية، قطار وهران- سيدي بلعباس، حديقة دائرة بطيوة، حديقة سيدي محمد، ساحة بلدية السانيا، حي الصباح، وغيرها من الفضاءات. وسيستمتع الوهارنة وزوّارهم ب"آخر حلقة"، "كليلة ودمنة"، "حكايات عمي قادة"، "القافلة"، "أرواح نحكو حكايتك"، "عطيل الغيار"، "جولة في الجزائر"، "صرخة" و"الملك الحيران" من تقديم فرقة "الحلقة"، وجمعيات الفن والثقافة "إبداع"، "شمس المستقبل"، "الكواليس"، "الجمل الممزح"، "الجيل الثقافية"، "القافلة للإبداع الثقافي"، تعاونية "مسرح الديك"، تعاونية "إشعاع"، "ورشة مسرح وهران"، الجمعية الثقافية المزغرانية، ناهيك عن الحكواتي ماحي صديق والفنان ميسوم سعيد. كما سينفتح المسرح الجزائري على جيرانه بمناسبة أيام المسرح المتوسطي من 29 جوان إلى 5 جويلية التي ستعرف مشاركة الجزائر ب"معروض للهوى" لمسرح "علولة" بوهران و"روزا حنيني" لمسرح "كاتب ياسين" بتيزي وزو، مصر ب"ليلتكم سعيدة"، فرنسا ب"الطاعون"، تونس ب"موش عجب .. يقدر يسير" وإيطاليا ب" القبعة الرنانة". لكلّ الفنون والميولات الدورة التاسعة عشرة للألعاب المتوسطية لن تبقي أي فضاء ثقافي في وهران ساكنا، حيث سيكون فرصة للتخلص النهائي من هواجس جائحة "كوفيد 19" والعودة إلى الوضع الطبيعي ولم لا إعطاء دفع جديد ومتجدّد للمشهد الثقافي والفني المحلي والوطني، حيث تستضيف دار الثقافة والفنون إلى 16 جويلية المعرض الوطني "وهران المتوسطية" بمعرض للتشكيلية فائزة طهراوي، وتفتح نافذة للاقتراب من مختلف الفنون الجزائرية بتخصيص سهرة صحراوية لولاية بشار، وأخرى شاوية لولاية خنشلة، وثالثة "في القول" لولاية البيض، مع إحياء ستينية استرجاع السيادة الوطنية بحفل بقيادة جوق المايسترو عبد هللا بن أحمد، ونشاط للمحافظة السامية للأمازيغية. متحف الفن الحديث والمعاصر "مامو" لن يكون بمنأى عن العرس المتوسطي باحتضانه لمعرض o-rond، لفن العمارة لمدينة وهران ناهيك عن معرض "الرياضة، الفن والفنانين" الذي يضم 60 لوحة فنية ل30 فنانا، بمبادرة من الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي مع "مامو" ومدارس الفنون الجميلة لولايات تلمسان وسيدي بلعباس ومستغانم ودار الثقافة "عبد القادر علولة" تلمسان ورواق الفن لمغنية. وفتحت مكتبة "بختي بن عودة" أبوابها لمعرض وطني للكتاب، تشارك فيه أكثر من 30 دار نشر وأزيد من 8 آلاف عنوان تشمل مختلف المجالات. وهو مناسبة لالتقاء الناشرين وفتح مجالات النقاش بينهم فيما يتعلّق بواقع ومستقبل حركة النشر الجزائرية. أما القرية المتوسطية، فتخصّص ركنا للمطالعة ومعرضا للفنون التشكيلية وآخر للألعاب الشعبية، وتحطّ بها المكتبة المتنقلة التي انطلقت، أوّل أمس، من العاصمة ضمن قافلة تضمّ 9 مكتبات تزور ولايات غرب الوطن ب40500 كتاب، قبل الانطلاق إلى دوائر عين الترك، واد تليلات، السانيا، قديل، وهران، أرزيو، بئر الجير، بوتليليس وبطيوة. وستتزين مباني وواجهات مدينة وهران بالألوان التي تقترحها الإقامة الإبداعية "الرياضة وفن الشارع". ولهواة التاريخ والأنتروبولوجيا، يقترح المتحف العمومي الوطني أحمد زبانا، من 27 جوان إلى 27 سبتمبر القادم، معرضا حول "حضارة عصور ما قبل التاريخ في الجزائر".